للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

o ترقيق القلوب:

هذا الأثر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعنصر السابق؛ ذلك أن من شأن العظة والاعتبار ترقيق القلوب.

كما أن الوعد والوعيد وصور العذاب والنعيم التي اشتملت عليه هذه الكتب ودعوتها إلى ما ينبغي أن يكون، وما ينبغي ألا يكون، كل هذا سببٌ لترقيق القلوب.

o وحدة الرسالات الإلهية:

الإيمان بالكتب السابقة يؤكد وحدة البشرية ووحدة دينها، ووحدة رسلها، ووحدة مصدرها، وأن الأمة الإسلامية ورثت العقائد السماوية ووحدة النبوات منذ فجر البشرية، فكان الإسلام جامعاً لكل الديانات السماوية، والمسلمون أولى الناس جميعاً بقيادة البشرية على نهج الإسلام، لمحافظتهم على تراث العقيدة وتراث النبوة، قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (١٣)} الشورى: ١٣، فكان الإسلام رائد موكب الإيمان على الأرض إلى آخر الزمان.

o تقديم المعارف المستمرة:

وجه العلماء في العصور الحديثة جهودهم إلى الكتب السماوية لا سيما القرآن الكريم بحثاً عن معارف جديدة (١)، فوجدوا أن في القرآن الكريم الكثير من الحقائق العلمية التي وصل إليها العلماء المتخصصون من خلال التجارب والأبحاث والمختبرات، وليس هذا أمراً غريباً، إنما هي طبيعة القرآن الذي يحمل بين طياته دليلَ صدقِه لأهل العصور على مر الدهور (٢)، قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣)} فصلت: ٥٣، فكل هذه إشارات تؤكد على أن الكتب السماوية ولا سيما القرآن الكريم امتاز بتقديم معارف مستمرة.


(١) اشتمل القرآن الكريم على كثير من المعارف الجديدة، على عكس التوراة والإنجيل اللذين لا يشتملان على نصوص حول الظواهر الطبيعية التي يمكن أن تشكل في أي وقت من التاريخ الإنساني موضوعاً جديراً بالملاحظة، فإن مثل هذه النصوص ينفرد بها القرآن، حيث تم التعبير عنها بشكل يسمح لنا بمقارنة حقائق كثيرة بمعارفنا التجريبية.
ينظر: أصل الإنسان موريس بكاي (ص ١٥٩) ترجمة مكتب التربية العربية لدول الخليج، والقصد والوسطية في ضوء السنة النبوية (ص ٢٥٧).
(٢) ينظر العجزة والإعجاز في القرآن د. سعد صالح (ص ١٨٣).

<<  <   >  >>