للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تمهيد في تعريف الكتب]

الإيمان بكتب الله - عز وجل - المنزلة على أنبيائه -عليهم الصلاة والسلام-ركنٌ من أركان الإيمان، وأصل من أصوله العظام التي ينبني عليها، فلا يصح إسلام عبدٍ ولا يثبت إيمانه؛ حتى يؤمن الإيمان الجازم بأن هذه الكتب نزلت من عند الله، وأن الله - عز وجل - تكلم بها حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته، وأن ما تضمنته من وحي الله لأنبيائه حق لا مرية فيه (١).

ومن المعلوم أن الإيمان بالله لا ينفصل عن الإيمان بكتبه (٢)، لذلك فإن مجيء الإيمان بالكتب بعد الإيمان بالله -الذي هو التصديق بوجوده ذاتاً وصفاتاً ونبذ كل ما سواه من المعبودات الباطلة-، وبعد الإيمان بالملائكة -الذي هو اعتقاد وجودهم وأنهم عباد مكرمون ورسله إلى خلقه وأمناؤه على وحيه- في غاية التنسيق (٣)؛ لأن الإيمان بالله يستلزم الإيمان بملائكته وكتبه ورسله، لذا فالكفر بواحد من هذه الكتب يُعد كفراً بالله؛ لأن العقيدة الإسلامية كُلاً لا يتجزأ، ومجموع أركانها يكمل بتوافر جميع أسسها وركائزها، وأن الإيمان بواحد منها يستلزم التصديق بسائرها.

ويحسن قبل الشروع في مباحث هذا الفصل التمهيد بالتعريف وبيان الأهمية.


(١) ينظر: شعب الإيمان للبيهقي (١/ ٤٤٧)، وشرح الطحاوية لابن أبي العز (٢/ ٤٢٤ - ٤٢٥)، ومعارج القبول (٢/ ٦٧٥).
(٢) من ينتمي للفرق فلا بد أن يكون مؤمن بالنبوات والكتب والإله واليوم الآخر .. عكس المنتمي للمذاهب فإنه لا يؤمن بهذه الأمور.
(٣) لأن وجود الصانع يقر به كل عاقل، والإيمان بالملائكة جاء بعده؛ لأنهم الوسطاء بين الله وعباده، أما الإيمان بالكتب -هو الوحي الذي تتلقاه الملائكة من الله وتوصله إلى البشر- والإيمان بالرسل جاء بعد ذلك؛ لأنهم الذين يقتبسون أنوار الوحي فهم متأخرون في الذكر عن الملائكة.

<<  <   >  >>