للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه) (١) ويلحق بهؤلاء كل من رد خبر الآحاد من المبتدعة المعطلة (٢).

فمنهج المعطلة في الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة النبوية قائم على ردّ النصوص الصحيحة الثابتة، والذي جلب لهم هذا الخلط والاضطراب: توهمهم أن هناك معارضة بين العقل والنقل ولما كان العقل عندهم مقدساً منزهاً عن الخطأ، نفوا وعطلوا وأولوا ما دل عليه النقل، وركنوا إلى قواعدهم العقلية وأصولهم الفلسفية، وجعلوها عمدة في ردّ ما ورد به الشرع بدعوى معارضته لها (٣).

وهكذا نلحظ أن كثيراً ممن انحرف في باب أسماء الله - عز وجل - وصفاته، أنه آل بهم الأمر إلى التفريط في الإيمان بالكتب، فأولوا ما لم يستطيعوا على رده، فوقعوا في الفرقة والضلال، والشك والريبة والوبال، فنعوذ بالله من الخذلان (٤).

- ثانياً: بدعة القول بخلق القرآن (٥):

تكلف المبتدعة نفي صفة الكلام لله عز وجل، معتقدين أن كلام الله بحرف وصوت لكنه مخلوق (٦)، وأوردوا إشكالات لتقوية ما زعموه، وتركوا المضي على عقيدة الفطرة والشرع


(١) رواه الإمام أحمد في المسند برقم (٢٣٨٧٦)، وأبي داود في سننه، كتاب السنة، باب في لزوم السنة، برقم (٤٦٠٤)، والترمذي، في كتاب العلم، باب ما نهى أن يقال عند حيث النبي - صلى الله عليه وسلم -، برقم (٢٦٦٤)، وابن ماجة في سننه المقدمة، باب تعظيم حديث رسول الله والتغليظ على من عارضه برقم (١٢)، صححه أحمد شاكر في هامش الرسالة للشافعي (ص ٩٠، ٩١).
(٢) ينظر: الإيمان بالكتب، أ. د. محمد أبو سيف (ص ٢١ - ٢٢)، وإعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (٢/ ١٢١)، وشرح ثلاثة الأصول لصالح الفوزان (ص ٢١٣).
(٣) ينظر: النفي في باب صفات الله - عز وجل - (ص ٩١ - ٩٢)، وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كتابه الكبير: "درء تعارض العقل والنقل" في إبطال هذه الدعوى.
(٤) ينظر: قلب الأدلة على الطوائف المضلة في توحيد الربوبية والأسماء والصفات (ص ٧٨٧ - ٧٩٠).
(٥) القول بخلق القرآن هو من أشهر المسائل العلمية في باب الصفات، وباب ما يتعلق بالقرآن الكريم من المسائل العقدية.
ومعنى قول الجهمية والمعتزلة بأن القرآن الكريم مخلوق، يعني أن الله - عز وجل - لم يتكلم به، بل هو خلقٌ من المخلوقات قائم بنفسه! ! ، أو مخلوق خلقه الله في غيره.
ينظر: مقالات الإسلاميين (ص ١٩٣)، الصفدية (٢/ ٦٧)، درء التعارض (٢/ ٤٩)، ومجموع الفتاوى (٧/ ٦٦٢).
(٦) ينظر: المغني في أبواب التوحيد والعدل للقاضي عبد الجبار (٧/ ٣، ٦، ٢١)، المختصر في أصول الدين للقاضي عبد الجبار (ص ١٩٣) ضمن رسائل العدل والتوحيد المجلد الأول).

<<  <   >  >>