للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبالجملة فإن أقسام التوحيد تشكل بمجموعها جانب الإيمان بالله الذي يسمى التوحيد فلا يكمل لأحد توحيده إلا باجتماع أنواع التوحيد الثلاثة، فهي متكافلة متلازمة يكمل بعضها بعضًا، ولا يمكن الاستغناء ببعضها عن الآخر.

كما يُعدُّ مبحث أسماء الله وصفاته من أهم مباحث العقيدة؛ التي سلكت فيها الفرق الإسلامية مذاهب شتى، نشأ عنها معتقدات باطلة، وتصورات خاطئة في الذات الإلهية، ولهذا اعتنى علماء أهل السنة والجماعة بهذا الجانب من التوحيد كل الاعتناء، وخصوه بمصنفات مفردة، وسموا كتبهم التي صنفوها في السنة، وإثبات صفات الرب، وعلوه على خلقه، وكلامه وتكليمه توحيداً؛ لأن نفي ذلك وإنكاره والكفر به إنكار للصانع وجحد له، وإنما توحيده إثبات صفات كماله، وتنزيهه عن التشبيه والنقائص (١).

ويحسن قبل الشروع في مباحث هذا الفصل التمهيد بتعريفه وبيان أهميته.

أولاً: تعريف توحيد الأسماء والصفات، والفرق بينهما:

[أ- التعريف]

الأسماء: جمع اسم، والاسم: " مشتق من السمو أي: العلو ... أو من الوسم أي: العلامة ... " (٢)، وهو اللفظ الدال على المسمى (٣)، وأسماء الله الحسنى: هي كلُ ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به كالعليم والقدير والحكيم والسميع والبصير (٤)، وهي التي يدعى الله بها، وهي التي جاءت في الكتاب والسنة، وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها (٥).


(١) ينظر: مدارج السالكين لابن القيم (١/ ٥٠)، منهج الحافظ ابن حجر في العقيدة، محمد كندو (١/ ٤٨٥).
(٢) ينظر: تهذيب اللغة (٢/ ١٧٤٨)، والصحاح (٦/ ٢٣٨٣)، ومعجم مقاييس اللغة (ص ٤٩٠)، ولسان العرب (١٤/ ٤٠١)، والقاموس المحيط (ص ١٦٧٢).
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى (٦/ ١٨٩، ١٩٢)، وبدائع الفوائد لابن القيم (١/ ١٦).
(٤) ينظر: فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (٣/ ١٦٠).
(٥) شرح العقيدة الأصفهانية (ص ٩).

<<  <   >  >>