أحدهما: اقتفاء الخطاب الشرعي؛ لأن (الخضوع) مما يُعبد الله به، بخلاف (الذل) فهو كوني قدري لا ديني شرعي، ودليل ذلك حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند البخاري: ((إذا قضى الله الأمر من السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خُضعانا لقوله)) وأفعال الملائكة دينية شرعية، وقول عمر - رضي الله عنه - في قنوته: " ونؤمن بك ونخضع لك" فهو خبر عن عبادة تقرب إلى الله .. إذا يكون الخضوع شرعياً وكونياً بخلاف الذل فإنه لا يكون إلا كونياً قدرياً فقط.
والآخر: أن الذل ينطوي على إجبار دون اختيار؛ فقلب الذَّليل فارغٌ من الإقبال الذي هو حقيقة العبادة كما أن يتضمن تحقيراً (ونقصاً) لا يناسب مقام العبادة المورثة كمال الحال. ينظر: تعليقات الشيخ صالح العصيمي على متن الثلاثة الأصول وأدلتها، في دورة مهمات العلم المقامة في الحرم المدني لعام ١٤٣٥ هـ. (٢) ينظر: روضة المحبين لابن القيم (ص ٦٨)، ومدارج السالكين (١/ ٧٤)، وجامع البيان للطبري (١/ ١٨٤)، وتفسير القرآن العظيم (١/ ١٣٤)، وتقريب التدمرية لابن عثيمين (ص ١٢٩). (٣) ينظر: العبودية (ص ٣٨)، ومجموع الفتاوى (١٠/ ١٤٩)، وينظر أيضاً: الشرك في القديم والحديث (١/ ١٤٩) وما بعدها. (٤) الشرك في القديم والحديث الخاتمة (٣/ ١٤٣٧) وما بعدها. (٥) مجموع الفتاوى (١٠/ ٢٦٨).