(٢) أمثال: الفلاسفة والمتكلمين من المعتزلة وغيرهم الذين غالبوا في تقديس العقل وجعلوه الأصل لعلومهم ومعارفهم وسبيل الوصول إلى الحقائق والحكم المقدم على النقل والشرائع. (٣) لقد اهتم الإسلام بالعقل اهتماماً بالغاً وفق ضوابط محددة تتفق مع قدراته وإمكاناته، فمن ذلك: أن الله عز وجل جعله مناط التكليف، فإذا ما فُقِد ارتفع التكليف. جعله أحد الضرورات الخمس. أن أحكام الإسلام كلها معقولة تخاطب أولى الألباب والنهي.
أن القرآن والسنة مملوءان بالأدلة العقلية التي هي آيات الله الدالة على عظمته، وعلى ربوبيته، ووحدانيته، وعلمه، وقدرته وحكمته، ورحمته، التي تقصر عنها عقول أهل الكلام والفلسفة. أن العقل الصحيح السليم يدرك أصول الاعتقاد على الإجمال لا على التفصيل. العقل البشري عاجز عن معرفة مسائل العقيدة الغيبية بنفسه استقلالاً. ينظر: الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (٢/ ٧٩٣)، درء تعارض العقل والنقل (١/ ٢٨ - ٢٩)، ومجموع الفتاوى (٣/ ٢٩٦)، شرح العقيدة الطحاوية (١/ ٣٨)، الموافقات في أصول الشريعة للشاطبي (٣/ ١٣).