ذلك اليوم، كالحساب وغيره، وهذا الإيمان به واجب لمن سمع النص والدليل في كل مسألة من مسائل ذلك اليوم.
الآية الثانية:
قال تعالى: {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢)} يس: ٥٢، في هذه الآية ردٌ على بدعتين متقابلتين، وبيان ذلك فيما يلي:
- أولاً: بيان وجه رد الآية على بدعة التفريط.
في قوله تعالى:{مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} ردٌ على منكري البعث القائلين بتناسخ الأرواح، فبين الله - عز وجل - أن الأمر ليس كما زعموا بل إن الأرواح والأبدان تبعث ولا تتناسخ.
كما أن ما جاء قبل البعث من عذاب القبر أو نعيمه، عند قوله تعالى:{مِنْ مَرْقَدِنَا} يدل بوضوح على بطلان ما توهموه من أن الأرواح تظل متنقلة بين الأجساد.
- ثانياً: بيان وجه رد الآية على بدعة الإفراط.
كما أن في قوله تعالى: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢)}، رداً على كل من خالف نصوص الكتاب والسنة في الإيمان باليوم الآخر؛ لأن وعد الله وتصديق رسله يبطل كل تصور نشأ بعيداً عن قولهم، كمن أوجب النار على مرتكبي الكبيرة ومنع الشفاعة عنهم، والله أثبها في كتابه وعلى لسان رسله، وغير ذلك من بدع الإفراط كثير.
من أجل هذا أتت هذه الآية للدلالة على بطلان ما اعتقده المُفرْطون والمُفَرِّطون في إيمانهم باليوم الآخر.
لذا فهذه الآية شاهدة على طريقة أهل السنة ومنهجهم العام في باب اليوم الآخر.