للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بلا دليل واضح، أو اجتهاد مقبول، وهذا من أهم أسباب وقوع البدع المتقابلة؛ لأنهم لا يتعمقون في العلم الشرعي بل يتمسكون بظواهر من النصوص دون مراعاة قواعد الاستدلال (١).

كما أن الأمر المخالف إذا استقر فشبّ عليه الصغير وشاب عليه الكبير كان ذلك حجاباً ودرساً عن الحق ومعرفته؛ فيصير في أحيان كثيرة سبباً لمعذرة أصحابه.

قال ابن تيمية - رحمه الله -: " ومع هذا فقد يكثر أهل الأهواء في بعض الأمكنة والأزمنة؛ حتى يصير بسبب كلامهم مكافئاً -عند الجهال- لكلام أهل العلم والسنة؛ حتى يشتبه الأمر على من يتولى أمر هؤلاء، فيحتاج حينئذ إلى من يقوم بإظهار حجة الله وتبيينها؛ حتى يكون العقوبة بعد الحجة ... وإلا فالعقوبة قبل الحجة ليست مشروعة" (٢).

وكان أهل البدع المتقابلة مقموعين أيام الصحابة والتابعين مقهورين بسلطان الدولة وحجج العلماء، ولكنهم عندما بعد الزمن وجدوا الفرصة لنشر مذاهبهم عندما وجدوا من الرعاع جهلاً ومن العلماء قلة (٣).

ومن أبرز مظاهر جهل أهل البدع: عدم معرفتهم بكتاب الله - عز وجل -، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وعدم فهمهم لدلالة النصوص ومعانيها، مع عجزهم عن التمييز بين صحيح السنة وضعيفها.

والشاهد أن الجهل بالدين (٤) سبب لنشوء البدع المتقابلة.

- الجهل بالسنة -وهذا داخل في الجهل بالدين، وأفرد لظهوره عند المبتدعة-، ويشمل:


(١) ينظر: مجموع الفتاوى (٧/ ٣٩٢ - ٣٩٣).
(٢) مجموع الفتاوى (٣/ ٢٣٩).
(٣) ينظر: منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين، د. مصطفى محمد حلمي (ص ٣٢).
(٤) إما من جهة الداعي للبدعة أو المدعو لها على حدٍ سواء.

<<  <   >  >>