للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول ابن فارس: " الألف واللام والهاء أصل واحد، وهو التعبد، فالإله: الله تعالى، وسمي بذلك؛ لأنه معبود، ويقال تأله الرجل إذا تعبد " (١).

وقد بين الفيروز آبادي (٢) أن في اشتقاق لفظ الإله ومعناه عشرين قولاً (٣).

فالألوهية لفظ منسوب إلى الإله بمعنى مألوه، وكل ما اتخذ معبوداً فهو إلهٌ عند متخذه، وألِه فلان يأله: عَبَدَ، وقيل: تأله، فالإله على هذا هو المعبود (٤).

والقرآن ولغة العرب تدلان على هذا المعنى، قال تعالى: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (٥)} ص: ٥، فهم يستغربون ويستنكرون دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى ترك عبادة الأصنام المتعددة والأشجار والأحجار والتوجه بالعبادة إلى الله الواحد الأحد.

ومعنى الألوهية في الشرع: أي ما تألهه القلوب بالمحبة والتعظيم والرجاء والخوف والإجلال والرضا، ونحو ذلك من معاني العبودية، التي تقتضي فقر العباد إلى إلههم وحاجتهم إلى عبادته (٥).

أما توحيد الألوهية فهو: إفراد الله - عز وجل - بالعبادة كلها قولاً وفعلاً وقصداً، على وجه التقرب المشروع، ونفي العبادة عن كل ما سواه (٦).


(١) معجم مقاييس اللغة (١/ ١٢٧).
(٢) هو محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الفيروز آبادي الشيرازي الشافعي من أئمة اللغة والأدب، صنف في فنون متعددة، من مؤلفاته: القاموس المحيط، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، سفر السعادة توفي سنة ٨١٧ هـ.
ينظر: البدر الطالع للشوكاني (٢/ ٢٨٠)، شذرات الذهب (٧/ ١٢٦)، طبقات المفسرين للداودي (١/ ٣١٢).
(٣) ينظر: القاموس المحيط (ص ١٦٠٣).
(٤) ينظر: المفردات للراغب (ص ٢١).
(٥) ينظر: مجموع الفتاوى (١٤/ ١٧٠ - ١٧١)، والاقتضاء (٢/ ٨٤٦).
(٦) ينظر: تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد (ص ٣٦)، وأعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة المنصورة للشيخ حافظ الحكمي (ص ٥١)، الحق الواضح المبين لابن سعدي (١١٢ - ١١٣)، الفتاوى السعدية لابن سعدي (ص ١٠ - ١١)، شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (١/ ٢٤).

<<  <   >  >>