للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملائكة: جمع مَلَك، قال ابن فارس (١):

" الميم واللام والكاف أصل صحيح يدل على قوة في الشيء وصحة" (٢). اختلف اللغويون في اشتقاقه من عدمه، ثم اختلف القائلون بالاشتقاق في أصل مادة الاشتقاق (٣).

والقول باشتقاقه، وأن أصله من الألوكة: وهي الرسالة، أصوب من جهة اللغة والمعنى.

يقول الحافظ ابن جرير - رحمه الله -: " الملائكة: جمع ملاك -بغير الهمزة-، وهذا أكثر وأشهر في كلام العرب منه بالهمز، وذلك أنهم يقولون في واحدهم: ملك من الملائكة ... فسميت الملائكة ملائكة بالرسالة؛ لأنها رسل الله بينه وبين أنبيائه، ومن أرسلت إليه من عباده" (٤).

قال الكسائي (٥): "أصله مألك بتقديم الهمزة من الألوك، وهي الرسالة، ثم قلبت وقدمت اللام فقيل: ملأك ... ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فقيل: مَلكَ. فلما جمعوه ردّوها إليه فقالوا: ملائكة وملائك" (٦).

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "والملك في اللغة: حامل الألوكة وهي الرسالة" (٧).

وإنما سميت الرسالة ألوكة ومألكة؛ لأنها تُؤْلَكُ في الفم، من قولهم: يأْلُكُ اللجام ويعلُكُه (٨).


(١) هو: أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد القزويني، أبو الحسين، الإمام اللغوي، ولد بقزوين حوالي ٣٠٦/ ٣٠٨ هـ، له مصنفات منها: معجم مقاييس اللغة، ومجمل اللغة، توفي سنة ٣٩٥ هـ.

ينظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (١٧/ ١٠٣)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد (٣/ ١٣٢)، الوافي بالوفيات للصفدي (٧/ ١٨١).
(٢) معجم مقاييس اللغة (٥/ ٣٥١ - ٣٥٢) مادة (ملَكَ).
(٣) ينظر: تهذيب اللغة (١/ ١٨٤)، ومعجم مقاييس اللغة (١/ ١٣٢) مادة (ألك)، والصحاح (٤/ ١٦١١)، والقاموس المحيط (ص ١٢٠٣)، تفسير جامع البيان للطبري (١/ ٤٤٤ - ٤٤٧).
(٤) تفسير جامع البيان لابن جرير الطبري (١/ ١٣٤ - ١٣٥).
(٥) أبو الحسن، علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي، شيخ القراءة والعربية، أحد القراء السبعة، له عدة تصانيف منها: معاني القرآن، وكتاب في القراءات، ومختصر في النحو، مات بالري، وفي تاريخ موته أقوال أصحها أنه مات سنة ١٨٩ هـ.
ينظر ترجمته في: بغية الوعاة (٢/ ١٦٢ - ١٦٥)، وطبقات المفسرين للداودي (١/ ٣٩٩ - ٤٠٣)، السير (٩/ ١٣١ - ١٣٤).
(٦) لسان العرب (١٠/ ٤٩٦)، وينظر: القاموس المحيط (ص ١٢٠٣)، الصحاح (٤/ ١٦١١)، تفسير الطبري (١/ ٤٤٤ - ٤٤٧).
(٧) النبوات (ص ٢٥٧).
(٨) ينظر: معجم مقاييس اللغة (١/ ١٣٣) مادة (ألك).

<<  <   >  >>