للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: التعريف بالنبي والرسول:

[أ- التعريف]

النبي لغة يأتي على ثلاثة معانٍ يرجع أصل اشتقاقه إليها وهي:

١ - بمعنى النبأ: أي: الخبر ذو الفائدة العظيمة الذي يحصل به العلم، كما في قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢)} النبأ: ١ - ٢ (١)، فيكون اشتقاق الكلمة من الفعل نَبَأَ، ونَبَّأَ، وأنبأ أي: أخبر (٢).

٢ - بمعنى النَبْوة والنَّبَاوة: أي: العلو والارتفاع، فيكون اشتقاق الكلمة من الفعل "نَبَا" بدون همز أي: علا وارتفع (٣).

٣ - بمعنى الطريق الواضح (٤).

ويظهر مما سبق أن معاني النبي في اللغة تختلف باختلاف جهة الاشتقاق، إلا أن كل هذه المعاني موافقة للمفهوم الشرعي للنبوة، إذ إنها إخبار عن الله، وهي مقام رفيع ومكانة منيفة لصاحبها، وكذا فهي طريق موصل إليه -سبحانه وتعالى- (٥)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " والتحقيق أن ... من أنبأه الله، وجعله مُنْبِئَاً عنه، فلا يكون إلا رفيع القدر علياً" (٦).

وبصرف النظر عن جهة اشتقاق كلمة (نبي) في اللغة، فإنه يحظر تماماً استعمالها في الشريعة الإسلامية إلا للدلالة على النبوة بمعناها الشرعي، لذا فإن معنى النبي في الشرع:


(١) وسمي النبي لكونه منبئاً بما تسكن إليه العقول الزكية. ينظر: المفردات للراغب (ص ٧٨٩ - ٧٩٠).
(٢) ينظر: معجم مقاييس اللغة (٥/ ٣٨٥)، والصحاح (٦/ ٢٥٠٠)، ولسان العرب (١/ ١٦٢)، والقاموس المحيط (٤/ ٣٩٣).
(٣) ينظر: تهذيب اللغة (٤/ ٣٤٨٩)، معجم مقاييس اللغة (ص ١٠٠٩)، الصحاح (١/ ٧٤)، لسان العرب (١/ ١٦٢)، القاموس المحيط (ص ١٧٢٢).
(٤) ينظر: غريب الحديث للخطابي (٣/ ٢٩٣ - ١٩٤)، ومعجم مقاييس اللغة مادة (نبو) (٥/ ٣٨٤ - ٣٨٥).
(٥) ينظر: المصباح المنير للفيومي (٢/ ٥٩١).
(٦) النبوات (ص ٢٣٧).

<<  <   >  >>