الكتاب الإلهي مصدر صيانة للدين من عبث أصحاب الأهواء الشيطانية والنفوس المريضة فلا يستطيعون التلاعب بدين الله ولا يقدرون على جعل الدين مطابقاً لأهوائهم وموافقاً لانحرافاتهم ومسايراً لضلالهم وبدعهم وكفرهم، كما أنه مرجع يرجع إليه في تحديد مقاصد الدين وأهدافه وغاياته وأسسه كما يكون مرجعاً في التعرف على أحكام الدين وشرائعه وعقائده ومبادئه، لتعلم الواجبات التي يأمرهم بها والمحرمات التي ينهاهم عنها، والفضائل والكمالات الأخلاقية التي يرغبهم فيها وليكون كذلك مرجعا في المواعظ والنصائح والأمثال والترغيب والترهيب القصصي والتبشير والوعد والوعيد وكل ما يدلهم على الطريق إلى مرضاة الله - عز وجل -.
o سبب لانتشار الدين:
الكتاب المنزل سببٌ في اتساع الدين وانتشار أتباعه بعد وفاة من أنزل عليه فإنه يكون حينئذ بمثابة معجزة باقية على مدى الدهر مغنية عن دين جديد ورسول جديد، معجزة متجددة في كل زمان ومكان خاصة إذا كان الكتاب معجزاً كالقرآن الكريم والرسالة عامة كالرسالة المحمدية فكل إنسان يستطيع أن يطالع المعجزة القرآنية الدالة على صدقه، ويشاهد الدليل على كونه حجة.
o استجابة لأمر الله بالإيمان بها:
كل كتاب من كتب الله أمر بالإيمان بجميع كتب الله. فإن الإيمان بالكتب من أصول الإيمان التي جاءت بها الملة على لسان كل رسول، فمن كفر بواحد من كتب الله يكون قد كفر بما أمر به في الكتاب الذي ادعى الإيمان به، لذلك فإن الإيمان بالكتب من آكد الواجبات، وقد وردت الأدلة في الشرع تقرر وجوب ذلك من وجوه عديده، منها:
أ-الإخبار عن كتب الله أنه أنزلها على رسله، وهذا الخبر واجب الإيمان به؛ لأنه خبر الرب سبحانه والجحود به كفر، ومن أمثلة هذا الإخبار، قوله تعالى:{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} البقرة: ٢١٣، ونحو ذلك كثير.