للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني الآيات الرادة على البدع المتقابلة في الإيمان بالقضاء والقدر.]

[المطلب الأول: دراسة تحليلية لبعض الآيات الرادة على البدع المتقابلة المتعلقة بالإيمان بالقضاء والقدر.]

إن المتأمل في كتاب الله -تبارك وتعالى- ليجد فيه عنايةً واضحاً بإثبات قدرة العباد وأن لهم إرادةً واختياراً، فرتب حصول الخيرات والسرور في الدنيا والآخرة على الأعمال، ورتيب الجزاء على الشرط، والمعلول على العلة، والمسبب على السبب، وهذا في القرآن يزيد على ألف موضع (١).

كما أولى اهتماماً بإثبات المشيئة العامة لله - عز وجل - وأنه لا يخرج في هذا الكون شيء عن مشيئته وإرادته، وهذا كثير في كتاب الله - سبحانه وتعالى - أيضاً.

فإذا جمع المسلم بين هذه الآيات تبين له الحق وظهر، وهو أن الله له المشيئة التامة في الخلق، وأن الخلق لهم مشيئة وإرادة تابعة لمشيئة الله - عز وجل - وإرادته؛ لأنه سيدهم وخالقهم، وأمرهم بيده.

ومع كل ما جاء في القرآن الكريم من خبر ذلك وتأكيده، نجد من أصحاب البدع المتقابلة من أفرط أو فرط في باب الإيمان بالقضاء والقدر، لذا فقد اعتنى القرآن الكريم بشبههم، فبينها وقضى عليها بالبراهين القاطعة، والحجج الساطعة، وفيما يلي بعض الآيات الرادة على البدع المتقابلة في هذا الباب:


(١) ينظر: الجواب الكافي (ص ٣٩ - ٤١).

<<  <   >  >>