للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطريقة الثانية: التعريف بالله تعالى عن طريقِ إرسال الرسل؛ والمتأمل يجد أن أهم طريق للتعريف بالله تعالى كان عن طريق إرسال الرسل، ومن ذلك قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠٤)} الأعراف: ١٠٤.

الطريقة الثالثة: لفت الانتباه لمخلوقات الله تعالى؛ وهذا واضح جلي في قول إبراهيم عليه السلام: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٢٥٨)} البقرة: ٢٥٨.

الطريقة الرابعة: ذكر صفات الخالق سبحانه؛ ومنها قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٦٤)} غافر: ٦٤، كما بين -سبحانه- أن الخالق يتصف بصفات الكمال، فقال تعالى رداً على قوم موسى لما عبدوا العجل من بعده: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (٨٨) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (٨٩)} طه: ٨٨ - ٨٩، فأخبر -سبحانه- أن من لا يتكلم، ولا يجيب سائله وداعيه؛ ليس بإله، وختم هذه القصة بقوله: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (٩٨)} طه: ٩٨.

الطريقة الخامسة: التذكير بنعم الله تعالى على خلقه؛ لذا اعتنى القرآن بتقرير هذا الأمر، وقد ختم الله تَعْدادَ نعمِه في سورة النحل بقوله: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (١٧) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٨)} النحل: ١٧ - ١٨، ثم قال بعد أن أقام البراهين على بطلان ربوبيتهم: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} أي: فاعبدوه.

الطريقة السادسة: الاستدلال بالمعجزات على وجود الخالق -جل ذكره-، وهذا يؤخذ من جواب موسى - عليه السلام - على فرعون عندما قال له: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (٣٠) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣١) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (٣٢) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (٣٣)}

<<  <   >  >>