الطريقة الثانية: التعريف بالله تعالى عن طريقِ إرسال الرسل؛ والمتأمل يجد أن أهم طريق للتعريف بالله تعالى كان عن طريق إرسال الرسل، ومن ذلك قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠٤)} الأعراف: ١٠٤.
الطريقة الرابعة: ذكر صفات الخالق سبحانه؛ ومنها قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٦٤)} غافر: ٦٤، كما بين -سبحانه- أن الخالق يتصف بصفات الكمال، فقال تعالى رداً على قوم موسى لما عبدوا العجل من بعده: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (٨٨) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (٨٩)} طه: ٨٨ - ٨٩، فأخبر -سبحانه- أن من لا يتكلم، ولا يجيب سائله وداعيه؛ ليس بإله، وختم هذه القصة بقوله: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (٩٨)} طه: ٩٨.
الطريقة الخامسة: التذكير بنعم الله تعالى على خلقه؛ لذا اعتنى القرآن بتقرير هذا الأمر، وقد ختم الله تَعْدادَ نعمِه في سورة النحل بقوله: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (١٧) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٨)} النحل: ١٧ - ١٨، ثم قال بعد أن أقام البراهين على بطلان ربوبيتهم:{إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} أي: فاعبدوه.
الطريقة السادسة: الاستدلال بالمعجزات على وجود الخالق -جل ذكره-، وهذا يؤخذ من جواب موسى - عليه السلام - على فرعون عندما قال له: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (٣٠) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣١) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (٣٢) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (٣٣)}