للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

o المنكرون لوجود الخالق تبارك وتعالى، هم على نوعين:

*النوع الأول: من أنكر أن يكون لهذا الكون إله، وهم على طريقتين: -

أصحاب الطريقة الأولى: الملاحدة - وهم المنكرون لوجود الخالق تبارك وتعالى. وهم فرقتان:

الأولى: الدهريون: القائلون بالجوهر الفرد (١)، وهم جماعة من الفلاسفة يعتقدون أن الكون تَكَون من جواهر مفردة، أي: ذرات صغيرة كانت موجودة تتحرك في الفراغ، ثم بسبب الحركة الوقتية (٢) تتجمع فتحدث مظاهر الحياة والوجود (٣).

أصحاب الطريقة الثانية: أصحاب وحدة الوجود: وهم الذين يزعمون بأن الله -تعالى عما يقولون- هو هذا الكون كله، وليس له ذات قائمة بنفسه، بل هو حال في كل شيء، وإن كانوا في حقيقة أنفسهم مقرين بوجود الخالق، إلا أن قولهم يقتضي الوصف بالعدم، ولازمه الإنكار، فزعمهم أن هذا الكون هو وجوده وهو ذاته، يجعل الإله الذي أقروا به لا حقيقة له في الخارج أصلاً وإنما هو أمر مطلق في الأذهان (٤)، وسيأتي مزيد بيان لهذا.


(١) الجوهر كلمة ليست عربية ألأصل، بل معربة من الفارسية، ومعنى الجوهر هو عين الشيء، ومنهم من يقول: هو الحامل للأعراض المختفي خلف الظواهر، أو القائم بنفسه، إلى غير ذلك، والجوهر الفرد: لفظ يستعمله الفلاسفة والمتكلمون، ويعنون به الجزء الذي لا يقبل القسمة وهو الشيء الذي لم يدركه أحد بحسه ولا يتميز منه جانب عن جانب، وما من شيء يفرض إلا وهو أصغر منه عند القائلين به، وأصل الجوهر كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به، وجوهر الشيء ما وضعت عليه جبلته.
والدهريون ليسو كلهم قائلين بالجوهر الفرد؛ لأن منهم من يبتع المدرسة الأيونية أو الطبعية والتي ترى أن مصدر الوجود عنر من العناصر الأربعة أو كلها.
ينظر: فكرة الجوهر ص ٢٦. ينظر فكرة الجوهر ص ٥٣.
ينظر: اللسان (٤/ ١٥٣)، التحفة المهدية، لفالح بن مهدي (ص ١٤١)، معجم ألفاظ العقيدة لعامر عبد الله فالح (ص ١٣٥).
(٢) هذه الجواهر أزلية كانت ولا زمن، والزمن ناتج عن حركتها، فالزمن من مقدار الحركة، وتكون العالم ناتج عن تآلف هذه الجواهر.
(٣) ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٢٣٥)، تلبيس إبليس لابن الجوزي (ص ٦٣)، الجاهلية قديما وحديثا، أحمد أمين عبد الغفار (ص ٥٠).
(٤) ينظر: الموسوعة الفلسفية المختصرة، مترجمة بإشراف زكي نجيب محمود (ص ٢٣٧)، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب (٢/ ٧٨٣ - ٧٨٩).

<<  <   >  >>