للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دليل على القدرية نفاة العلم السابق قبحهم الله" (١)، وقال في قوله: {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٢٢)}؛ "أي: أن علمه تعالى الأشياء قبل كونها وكتابته لها طبق ما يوجد في حينها سهل على الله - عز وجل -؛ لأنه يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون" (٢).

كما دل على ذلك قوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} الأنعام: ٣٨، فكل ما يجري مثبت في اللوح المحفوظ.

ومما يدل لذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ... )) (٣).

[والكتابة لها أكثر من موضع]

١ - اللوح المحفوظ: وهي الكتابة الأزلية التفصيلية في اللوح المحفوظ.

٢ - الكتابة العمرية: التي تكون للجنين في بطن أمه.

٣ - الكتابة الحولية: وتكون في ليلة القدر، فيكتب فيها ما يكون تلك السنة.

٤ - الكتابة اليومية: كتابة الملكين اللذين لا يفارقان ابن آدم بحال من الأحوال، وهي من قول الله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩)} الرحمن: ٢٩، فهو سبحانه يحيي ويميت ويعطي ويمنع وينفع ويضر، ويرفع ويخفض، ويؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء (٤).

المرتبة الثالثة: المشيئة، وهي عامة، فما من شيء في السموات والأرض إلا وهو كائن بإرادة الله ومشيئته، فلا يكون في ملكه ما لا يريد أبداً، سواء كان ذلك فيما يفعله بنفسه أو يفعله المخلوق، وقد دل على هذا أدلة كثيرة منها قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} الأنعام: ١١٢، وقوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)} يس: ٨٢.


(١) تفسير القرآن العظيم (٨/ ٥٢).
(٢) تفسير القرآن العظيم (٨/ ٥٢).
(٣) أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب حجاج آدم موسى عليهما السلام برقم (٢٦٥٣).
(٤) ينظر: شفاء العليل (ص ١١ - ٤٤)، ومعارج القبول (٢/ ٢٣٠ - ٢٣٨).

<<  <   >  >>