(٢) ينظر: درء التعارض (٨/ ٤٠٥). (٣) أي أن الناس في فعل الله - عز وجل - سواء: وهو أن العاصي والمطيع، والمؤمن والكافر كلهم أعطوا شيئاً واحداً، فهذا فعل الخير، وهذا فعل الشر بمحض قدرته. وجعلوا هذا وهذا متساويين في القدرة والآلات؛ فلهذا نفوا خلق الله - عز وجل - للأفعال، وقالوا: إن العبد يخلق فعل نفسه، لئلا ينتج عنها أن الله ظلم، أدخل الجنة هذا، وأدخل النار ذاك. ونظر أهل السنة إلى أن الله - عز وجل - ساوى بين الناس: في التكليف، في الآلات، في الاستطاعة التي هي قبل الفعل، أما الاستطاعة التي مع الفعل، فلا يحدث الفعل إلا بأسباب، فأهل السنة والجماعة يؤمنون بتأثير الأسباب بمسبباتها، ولكنه تأثير بقدرة الله - عز وجل -، فلو شاء لسلب هذا التأثير، فلا ينكرون الأسباب وتأثيرها، ولا يعتمدون عليها ويرون استقلال تأثيرها دون الله، ولا يعرضون عنها لعلمهم أن لكل شيء سبباً، فينسب فعل العبد إلى قدرة الرب نسبة مخلوق إلى خالقه، وينسب نفس الفعل إلى قدرة العبد نسبة مسبب إلى سببه، ولا تعارض بين النسبتين.
ينظر: شرح الأصول الخمسة (ص ٣٤٥)، مجموع الفتاوى (٨/ ٤٨٧) (٨/ ٥٠٥)، منهاج السنة (٢/ ٢٩٤)، شرح الطحاوية لآل الشيخ (٢/ ٢٦٩). (٤) ينظر: مشابه القرآن للقاضي عبد الجبار (٦٤ - ٦٥).