للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول ما جاء في البدع المتقابلة في الإيمان بالملائكة.]

[تمهيد]

إذا تقرر وجوب الإيمان بالملائكة -عليهم السلام-، فإن لهذا الإيمان ما يناقضه، لذلك نجد أصحاب البدع المتقابلة قد خالفوا أهل السنة والجماعة في هذا الركن المهم من أركان الإيمان، فوافقوا بذلك الأمم السابقة الذين وقفوا موقف التناقض من الغلو والمجافاة، فالغالي منهم عبدهم من دون الله والجافي وصفهم بما لا يليق (١).

وسبب انحراف هذه الفرق في الإيمان بالملائكة، يرجع إلى سبب واحد رئيس، وهو:

انحرافهم في باب الإيمان بالغيب، واعتمادهم على العقل والحس والتصورات الفاسدة، في الإيمان بالملائكة من عدمه.

"ولا يصار إلى بيان المبهمات إلا بقاطع" (٢)، ولا سبيل إلى العلم بذلك إلا عن طريق الخبر، إما من كتاب الله - عز وجل - , وإما عن طريق نبيه - صلى الله عليه وسلم -. ومن أجل هذا فقد، انقسم الناس إلى طرفين متقابلين، طرف انتهج الغلو والإفراط والزيادة! ! وطرف سلك طريق التقصير والتفريط والنقصان! ؛ لإعراضهم عن هدي المرسلين واتباعهم غير سبيل المؤمنين. وبيان ذلك في المطلبين الآتيين.


(١) ينظر: مجموع الفتاوى (٤/ ١٢٠، ١٢١، ٣٤٦)، والسبعينية (ص ٢٢٠)، وأصول اللالكائي (٧/ ١٢١٧).
(٢) تفسر القاسمي سور الزمر (ص ٦٨).

<<  <   >  >>