(٢) وعلى سبيل المثال تُثبت الكثير من المراجع أن القدرية قد أخذوا قولهم في القدر من النصرانية، وكذلك أخذت التصوف وخاصة في القول بوحدة الوجود، والحلول والاتحاد، والعشق الإلهي، من النصرانية، وأما عقيدة التشبيه عند الشيعة وغيرهم فمصدرها اليهود. ينظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (٤/ ٧٥٠)، والجواب الصيح لابن تيمية (٤/ ٤٩٦)، الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٩٥ - ٩٦). (٣) تجد أن كثيراً من أصحاب البدع المتقابلة مزج عقيدة السلف الربانية الصافية، بأخلاط من عقائد الوثنيين، والصابئة، واليهود، والنصارى، والمجوس، والبراهمة، والفلاسفة، وغير ذلك .. وفي العصر الحديث نبتت نوابت جديدة وظهرت أفكار مستحدثة، وقامت حركات تنويرية أو إصلاحية متأثرة بمنهج أو أكثر من مناهج أهل الأهواء والبدع، حتى جمعت بداخلها متناقضات فكرية غريبة، فأتت ثمرات مشوهة، زادت الأمور إلتباساً، والسبل اشتباهاً، والمعالم اندراساً. ينظر: المبتدعة وموقف أهل السنة والجماعة منهم لمحمد يسري (ص ٢٥٦).
ولا يغيب عن البال أن نشأة المعتزلة في العراق والذي يسكنه عدة فرق تنتهي إلى طوائف مختلفة، فبعضهم ينتهي إلى الكلدان، وبعضهم إلى الفرس، وبعضهم نصارى، وبعضهم يهود، وبعضهم مجوس قد أثر في نشوء هذه الفرقة، فقد دخل هؤلاء في الإسلام وبعضهم قد فهمه على ضوء معلوماته القديمة وخلفيته الثقافية والدينية، فكانت حركة المعتزلة نوعاً من ردة الفعل التي حاولت أن تعرض الإسلام وتصوغ مقولاته العقائدية والفكرية بنفس الأفكار والمناهج الوافدة وذلك دفاعاً عن الإسلام ضد ملاحدة تلك الحضارات بالأسلوب الذي يفهمونه. ينظر: موقف الاتجاه العقلي الإسلامي المعاصر من قضايا الولاء والبراء لمضاوي البسام (ص ٥٧). (٤) يقول البغدادي: " وقال المحققون من أهل السنة: إن ابن السوداء أي ابن سبأ كان على هوى دين اليهود، وأراد أن يفسد على المسلمين دينهم بتأويلاته في علي وأولاده لكي يعتقدوا فيه ما اعتقده النصارى في عيسى عليه السلام" ينظر: الفرق بين الفرق (ص ٢٣٥). ونجد معظم رؤوس البدع على صلة بالأمم السابقة، فمعبد الجهني أخذ القول بالقدر من رجل نصراني يسمى سوسن أو سنسويه. ينظر: مجموع الفتاوى: (١٢/ ٣٠٢). والجعد بن درهم أخذ مقالته عن الصابئة والفلاسفة. ينظر: مجموع الفتاوى (٥/ ٢١ - ٢٢).