للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ث- ترجمة كتب الفلسفة والمنطق، وتشجيع دراستها والتعمق فيها.

ج -تأثر طوائف من هذه الأمة بالأفكار والعقائد الوافدة من الأمم الكافرة الهالكة، يتمثل هذا في زمننا الحاضر بالغزو الفكري ومظاهره كالعلمنة، والحداثة والقوميات والحزبيات والشعارات الفارغة ونحو ذلك.

ومما يوضح ذلك، أنه عند الرجوع إلى أصول كثير من الفرق والبدع تجدها أصولاً خارجية (١)؛ فالصوفية أخذت فلسفة الإشراق من الهند (٢)، والمعتزلة أخذت فلسفتها العقلية من المنطق اليوناني، والشيعة والباطنية أخذت فلسفة الإمامة والعصمة والحلول والتناسخ من فلسفات الفرس، ثم تداخلت البدع في بعضها البعض فالمعتزلة أخذت من القدرية والجهمية والخوارج، والشيعة أخذت من المجسمة، والمرجئة أخذت من الجبرية، والصوفية أخذت من التشيع، والأشاعرة حاولت التلفيق وهكذا، وبهذا يظهر كذب وزعم أهل الأهواء وانتسابهم لأهل السنة والجماعة فمصدرهم وأساسهم ومعتقدهم من المؤثرات الأجنبية التي لا صلة لها بالكتاب والسنة، ولذلك وقعوا في المتناقضات (٣).

وهكذا نجد العوامل والمؤثرات الخارجية ذات تأثير مباشر في نشأة الفرق وتكونها ووقوع البدع المتقابلة.


(١) ومن الأمثلة أن أصل مقالة التعطيل والقول بخلق القرآن مثلا: يهودي، إذا يرجع إلى لبيد بن الأعصم اليهودي، كما ذكر ابن الأثير في سياقه سلسلة التعطيل؛ حيث قال: "وأخذ الجهم من الجعد بن درهم، وأخذه الجعد بن أبان بن سمعان، وأخذه أبان بن طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم وختنه، وأخذه طالوت من لبدي بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم وكان لبيد يقول بخلق التوراة، وأول من صنف في ذلك طالوت وكان زنديقا فأفشى الزندقة" ينظر: الكامل (٥/ ٢٩٤)، والبداية والنهاية لابن كثير (٩/ ٣٦٤)، والشريعة (ص ٢٤٣)، وشرح أصول أهل السنة (٤/ ٧٥٠)، ح (٧٤٩).
(٢) الفلسفة الإشراقية مصدرها الرئيس هم الفرس، وإن كان بعضهم ينسبها إلى أفلاطون، وهذا فيه نظر إما نسبتها، أما نسبتها إلى الهند فبعيدة.
(٣) ينظر: تناقض أهل الأهواء والبدع في العقيدة لـ د. عفاف بنت حسن مختار (١/ ٢٨٨).

<<  <   >  >>