للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهم كذلك وسطية في التحليل والتحريم بين اليهودية التي أسرفت في التحريم، وبين النصرانية التي أسرفت في الإباحة (١).

- الأصل الرابع: ما يتعلق بنصوص الوعد (٢) والوعيد (٣).

أما في هذا الأصل، فهم وسط بين الوعيدية وغلاة المرجئة.

فهم وسط بين طرف فرَّطوا فغلَّبوا نصوص الوعد وأهملوا نصوص الوعيد وهم المرجئة الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة، ووصفوا مرتكب الكبيرة بأنه مؤمن كامل الإيمان، وطرف أفرطوا فغلَّبوا نصوص الوعيد وأهملوا نصوص الوعد، فأخرجوا مرتكب الكبيرة من الإيمان وقالوا: بتخليده بالنار وهم الخوارج والمعتزلة وزاد الخوارج الحكم عليه بالكفر (٤).

- الأصل الخامس: ما يتعلق بأسماء الإيمان، وأحكامها في الدين:

في باب الأسماء (٥) والأحكام (٦)، هم وسط بين جفاء المرجئة، وغلو الخوارج والمعتزلة:

فهم وسط (٧) بين الذين يجعلون أهل الكبائر من المسلمين (٨) مخلدين في النار، ويخرجونهم من الإيمان بالكلية، ويكذبون بشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - (٩)، وبين المرجئة الذين


(١) ينظر: الصفدية لشيخ الإسلام (٢/ ٣١٣)، تحقيق د. محمد رشاد.
(٢) المراد بالوعد: النصوص المتضمنة وعد الله لأهل طاعته بالثواب والجزاء والحسن والنعيم المقيم.
(٣) والمراد بالوعيد: النصوص التي فيها توعد للعصاة بالعذاب والنكال.
ينظر: العقيدة الواسطية، للشيخ صالح الفوزان (ص ١٢٦)، والفرق بين الفرق (ص ٣٥٣).
(٤) ينظر: منهاج السنة (١/ ٤٦٦ - ٤٦٧)، شرح العقيدة الطحاوية (ص ٤٥٦).
(٥) المراد بالأسماء: أسماء الدين، مثل: مؤمن، ومسلم، وكافر، وفاسق.
(٦) المراد بالأحكام: أحكام هؤلاء في الدنيا والآخرة، أي: أحكام أصحاب هذه الأسماء.
(٧) ينظر: شرح السنة للبربهاري (ص ٧٣)، شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/ ١٦٢، ١٧٥، ١٧٦)، شرح السنة للبغوي (١/ ١٠٣)، مجموع الفتاوى (٣/ ١٥١، ٣٧٤) (٤/ ٣٠٧)، شرح الطحاوية (٢/ ٥٢٤)، عقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني (ص ٢٧٦).
(٨) ذكر الشيخ الألباني رحمه الله عند شرحة للعقيدة الطحاوية (ص ٤٥) بخصوص عبارة الطحاوي: "أهل الكبائر من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ": الأولى حذفها؛ لأن مفهومها أن أهل الكبائر من غير أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - قبل نسخ الشرائع به حكمهم مخالف لأهل الكبائر من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وفي ذلك نظر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان)، ولم يخص أمته بذلك بل ذكر الإيمان مطلقاً، فتأمله.
(٩) ينظر: مقالات الإسلاميين (١/ ١٦٨)، الملل والنحل (١/ ١١٥)، مختصر تاريخ الإباضية، لأبي الربيع سليمان الباروني (ص ٦٦)، ومشارق أنوار العقول لعبد الحميد حميد السالمي (٢/ ٣١٢ - ٣١٥).

<<  <   >  >>