للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: التعريف باليوم الآخر، ومعنى الإيمان به:

[في تعريف اليوم الآخر]

اليوم: واحد الأيام، يقول ابن فارس: " الياء والواو والميم كلمة واحدة، وهي اليوم: الواحد من الأيام ... " (١).

والآخر: نقيض المتقدم، يقول ابن فارس: " الهمزة والخاء والراء أصل واحد صحيح، إليه ترجع فروعه، وهو خلاف التقدم" (٢).

والمراد باليوم الآخر هنا: يوم القيامة، ويدخل فيه كل ما كان مقدمة إليه كالحياة البرزخية (٣)، وأشراط الساعة (٤).

وسمي باليوم الآخر لتأخره عن الدنيا (٥)، فهو آخر أيام الدنيا، أو آخر الأزمنة المحدودة (٦)، ويطلق عليه أسماء أخرى وردت في القرآن وذكرها أهل العلم، وأوردوا أدلتها، وبينّوا معانيها في كتبهم بما يغني عن تسطيره (٧).

معنى الإيمان باليوم الآخر.

الحياة في التصور الإسلامي ليست هي الحياة الدُّنيا القصيرة المحدودة، وليست هي عمر الإنسان القصير المحدود، وإنما الحياة في التصور الإسلامي تمتد طولاً في الزمان إلى أبد الآباد، وتمتد في المكان إلى دار أخرى في جنة عرضها السماوات والأرض، أو نار تتسع لكثير من الأجيال التي عمرت وجه الأرض أحقاباً من السنين -أعاذنا الله وإياكم منها- (٨).


(١) معجم مقاييس اللغة (ص ١١١١)، وينظر: تهذيب اللغة (٤/ ٣٩٩٠)، الصحاح (٥/ ٢٠٦٥)، لسان العرب (١٢/ ٦٤٩).
(٢) معجم مقاييس اللغة (ص ٩٣)، وينظر: تهذيب اللغة (١/ ١٣١)، الصحاح (٢/ ٥٧٦)، لسان العرب (٤/ ١١).
(٣) البرزخ هو ما بين الموت إلى قيام الساعة. ينظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٢٦٢)، لوامع الأنوار (٢/ ٤).
(٤) ينظر: تعظيم قدر الصلاة (١/ ٣٩٣)، المنهاج في شعب الإيمان (١/ ٣٣٦)، شعب الإيمان (٢/ ١)، إحياء علوم الدين (٤/ ٤٤١)، مجموع الفتاوى (٣/ ١٤٥)، معارج القبول (٢/ ٧٠٣)، فتاوى ابن عثيمين (٥/ ١٢٧).
(٥) ينظر: العقيدة الواسطية لابن تيمية مع شرحها للدكتور صالح الفوزان (ص ١٤٢)، الفتاوى السعدية للشيخ عبد الرحمن السعدي (ص ١٦).
(٦) ينظر: فتح الباري (١/ ١١٨)، فتاوى ابن عثيمين (٥/ ١٢٧).
(٧) ينظر: إحياء علوم الدين (٤/ ٤٤١)، التذكرة في أحوال الموتى للقرطبي (١/ ٣٢٨)، النهاية لابن كثير (١/ ٣٢٣)، فتح الباري (١١/ ٤٠٣)، لوامع الأنوار البهية (٢/ ١٦٨).
(٨) ينظر: اليوم الآخر في ظلال القرآن لأحمد فايز (ص ٣ - ٤)، أشراط الساعة ليوسف الوابل (ص ٢٧ - ٢٨).

<<  <   >  >>