للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القدماء على أن الممكن الذي يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا محدثاً، وأما القديم فلا يكون عندهم ممكناً يقبل الوجود والعدم (١).

- الثاني: التعطيل الجزئي:

التعطيل الجزئي: هو إثبات وجود الله - عز وجل - مع تعطيله عن لوازم ربوبيته، أو عن بعضها. وهو ذريعة إلى التعطيل الكلي، وفيما يلي بيان لبعض الأوجه العامة لهذا التعطيل:

o تعطيل الله - عز وجل - عن أسمائه وصفاته أو عن بعضها:

الإيمان بالربوبية لا يتم إلاّ بالإيمان بصفاته تعالى والخلل في إثبات صفات الله يؤدي إلى الخلل في إثبات الربوبية من خلال بيان ما يلي:

١ - أنه لولا ثبوت صفات لله تعالى لم يكن رباً خالقاً.

٢ - أن ما كان منفي الصفات لم يكن إلا معدوماً.

٣ - أن نفي الصفات مستلزم ومتضمن لنفي الذات.

٤ - أن من أسباب الانحراف في الربوبية نفي الصفات.

٥ - أن قول نفاة الصفات مأخوذ من المنحرفين في الربوبية.

٦ - أن حقيقة قول نفاة الصفات هو جحد الخالق (٢).

وما يهمنا هو: أن من أسباب الانحراف في الربوبية نفي الصفات؛ لأنه لما كان الاعتراف بالربوبية لا يتم إلا بالإيمان بصفاته تعالى، كان نفي صفات الله تعالى من أسباب الانحراف في باب الربوبية، وبهذا يتبين سبب انحراف كثير من الفرق.

كما أن قول نفاة الصفات مأخوذ من المنحرفين في الربوبية، قال شيخ الإسلام ابن تيمة - رحمه الله -: " والجهمية نفاة الصفات الذين هم رؤوس أهل الكلام المذموم قولهم مأخوذ من


(١) ينظر: الرد على المنطقيين (٢/ ٢٣)، الصفدية (٢/ ٢٥٩)، منهاج السنة (١/ ٢٣٧، ٣٦٠).
(٢) ينظر: جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير توحيد الربوبية (٢/ ٤٧٩ - ٤٨٢).

<<  <   >  >>