للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول التعريفات بمفردات البحث.]

وفيه ثلاثة مطالب:

إن فهم مصطلحات البحث هو مفتاح فهم مرامي الباحث ومقاصده؛ لأن تلك المصطلحات -في الغالب- ألفاظ جامعة ينبني عليها كثير من مسائل البحث وموضوعاته، والوعي بمفاهيمها يعدُ مدخلاً أساسياً لتضييق دائرة الخلاف، أو إزالته، فأحكام الناس على الأفكار أو على الأشخاص عائدة إلى التصور، وفي المأثور من أقوال أسلافنا الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وفيما يلي التعريف بمفردات البحث:

[المطلب الأول: تعريف "الآيات".]

تعريف الآيات في اللغة (١): الآيات جمع آية (٢)، والآية: أصلها من أيي بياءين، فقلبت عينها ألفا، فأصبحت آية، وقيل: إنها من أوي، من قوله: أوى إليه، ويرى الراغب الأصفهاني (٣) أن الصحيح أنها مشتقة من التأيي (٤) الذي هو التثبيت والإقامة على الشيء (٥).

والآية تطلق ويراد بها معان عدة:

فمنها العلامة، كما في قوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} البقرة: ٢٤٨.

والآية كذلك العبرة، كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (٧)} يوسف: ٧، أي أمور وعبر مختلفة.


(١) ينظر: لسان العرب، لابن منظور (١/ ١٨٥)، والقاموس المحيط للفيروز آبادي، تحقيق: الشيخ يوسف البقاعي (١/ ٦٢٨)، والمعجم الوسيط (١/ ٣٥)، وتاج العروس من جواهر القاموس لمحمد بن الزبيدي (٣٧/ ١٢٢).
(٢) قال الكرماني: ما جاء في القرآن من "الآيات" فلجمع الدلائل، وما جاء من "الآية" فلوحدانية المدلول عليه. البرهان في توجيه متشابه القرآن، (ص ٢٤٠)، وينظر: درة التنزيل وغرة التأويل للإسكافي (٢/ ٨٢٠ - ٨٢٥).
(٣) هو: إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي التميمي الأصبهاني، المعروف بأبي القاسم قوام السنة، شافعي، من مؤلفاته: الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة، دلائل النبوة، سير السلف الصالحين وغيرها، توفي سنة ٥٣٥ هـ.
ينظر: سير أعلام النبلاء (٢/ ٨)، شذرات الذهب (٤/ ١٠٥)، الأعلام (١/ ٣٢٣).
(٤) والتأيّي: التنظر والتؤدة، يقال: تأيّا الرجل: إذا تأنّى في الأمر. ويقال: قد تأييت أي: تلبّثت وتحبّست. ينظر: المفردات للراغب (ص ١٠٢).
(٥) المفردات في غريب القرآن للراغب، مادة آي (ص ١٠١ - ١٠٢).

<<  <   >  >>