للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني الآيات الرادة على البدع المتقابلة في توحيد الأسماء والصفات.]

[المطلب الأول: دراسة تحليلية لبعض الآيات الرادة على البدع المتقابلة المتعلقة بتوحيد الأسماء والصفات.]

إن المتأمل في كتاب الله -تبارك وتعالى- وما جاء فيه من دعوات الرسل، وما أنزل عليهم من الكتب: ليخرج بحقيقة واحدة، أطبق عليها جميع الرسل، وأنزلت بها جميع الكتب السماوية، هذه الحقيقة هي: الدعوة إلى توحيد الله، وعبادته دون سواه، فهي أساس الرسالات وعمودها الفقري، وهي القاسم المشترك بينها؛ وإن اختلفت بعد ذلك الشرائع والمناهج (١).

بيد أنه لا بد أن يتصف الله المعبود - عز وجل -، بصفات الكمال وأسماء الحسن والجلال؛ لأن مدار الإيمان بالله - عز وجل -، على توحيد الأسماء والصفات؛ ولأن الإيمان بالله لا يتحقَّق إلاَّ بالإيمان بأسمائه وصفاته (٢)،

لذا لا نكاد نجد آية من الآيات المشتملة على ما يتوهم منه صفة المخلوقين إلا وهي مقرونة بما يشعر بالتنزيه أو تفسير المراد به إما متقدماً أو متأخراً (٣)، وقد أفرط أصحاب البدع في توحيد الأسماء والصفات فجعلوها لله ولغيره، لذا تعددت طرق القرآن العظيم في بيان فساد سلوك المخالفين والتحذير منها، وفيما يلي بعض الآيات الرادة على البدع المتقابلة في توحيد الأسماء والصفات:


(١) ينظر: وسطية أهل السنة بين الفرق (ص ٢٤٢).
(٢) الإيمان بالله يتضمَّن أربعة أمور:
١ - الإيمان بوجودِه سبحانَه وتعالى.
٢ - والإيمان بربوبيَّته.
٣ - والإيمان بانفرادِه بالألوهيَّة.

٤ - والإيمان بأسمائه وصفاته. ينظر: شرح العقيدة الواسطيَّة، لابن عثيمين (ص ٤٧).
(٣) ينظر: إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل، لمحمد بن إبراهيم الكناني (ت ٧٣٣ هـ) (ص ٩٥).

<<  <   >  >>