للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه المرتبة والتي قبلها -أي المشيئة- هما محل النزاع بين أهل السنة والجماعة ومن خالفهم من الطوائف (١).

وبعد: فهذه هي المراتب، وإن شئت فقل الأركان التي يدور عليها رحى الإيمان بالقدر ذكرها الإمام ابن القيم، وأفاض في الكلام عليها والاستدلال لها فأفاد وأجاد - رحمه الله - (٢)، كما أوضح هذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في العقيدة الواسطية (٣)، بل إن كتب العقيدة اهتمت بمسائل القدر أيما اهتمام، وأطالت في ذكره، والحديث عنه، كالإبانة لابن بطة (٤)، والشريعة للآجري (٥)، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (٦)، والحجة في بيان المحجة للأصبهاني (٧)، وغيرها.

ثالثاً: بيان أهمية الإيمان بالقضاء والقدر:

دل الكتاب العزيز والسنة الصحيحة وإجماع سلف الأمة على وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره، وأنه من أصول الإيمان الستة، التي لا يتم إسلام العبد ولا إيمانه إلا بها، كما دلت على ذلك آيات من القرآن الكريم وأحاديث صحيحة مستفيضة بل متواترة عن الرسول الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم.

كما يعتبر موضوع القضاء والقدر من المواضيع المهمة لتعلقه بحياة الإنسان، فما من إنسان يعيش في هذه الحياة، ويسير في مناكبها على أي ديانة كان، وفي أي اتجاه اتجه في حياته العملية أو العقدية أو غيرها؛ إلا وقضية القضاء والقدر عنده من القضايا التي تشغل باله في كل وقت. ومن هنا كان للإيمان بالقضاء والقدر أهمية عظمى، تبرز فيما يلي:


(١) ينظر: شرح الطحاوية (٢/ ٢٩٠ - ٢٩٧)، معارج القبول (٣/ ٩٢٨)، المسائل العقدية التي حكى فيها ابن تيمية الإجماع (ص ٨٠٩).
(٢) ينظر: شفاء العليل (ص ٢٩ - ٦٥)، وسطية أهل السنة بين الفرق (٣٦٣ - ٣٦٦).
(٣) تكلم شيخ الإسلام عن القدر في مواضع عديدة في كتابه هذا.
(٤) (١/ ٤٠٦) وما بعدها.
(٥) (٢/ ٧٠٢) وما بعدها.
(٦) (٤/ ٦٩٠) وما بعدها.
(٧) (٢/ ١٣) وما بعدها.

<<  <   >  >>