(٢) القضايا التركيبية تقوم على التجربة والمشاهدة، ولذلك حددوا طاقة الفكر البشري بحدود الميدان التجريبي، فأصبح من العبث؛ لأنه تضييق لمدارك المعرفة، وأدخلوا ذلك في كلّ بحث يتعلق بالغيبيات، فحاروا واضطربوا ولم يستقر لهم قرار. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: فأمور الغيب التي تتوقف على أخبار الرسل ووحي الله وهدايته العامة والخاصة أبطلها هؤلاء الملاحدة إذ ضيقوا دائرة المعلومات جدا في مدركات حواسهم، فلهذا حاروا واضطربوا ولم يستقر لهم قرار على أقوال تتفق عليها آرائهم لأنهم أنكروا العلم الحقيقي النافع الذي يربي النفوس ويسعدها ويرقيها في مدارج الكمال.
ينظر: الأدلة القواطع والبراهين في إبطال أصول الملحدين، للسعدي (٣ - ٤ - ١٧ - ١٨)، وتاريخ الفكر الديني الجاهلي، لمحمد إبراهيم الفيومي (ص ٣٢١).