للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسئولية الإنسان الفردية؛ من أمثال العقيدة النصرانية (١) وعقيدة البراهمة والبوذيين الجينيين (٢)

وغير ذلك من العقائد الباطلة.

كذلك نجد أن هناك من يزعم العصمة لمتبوعيهم (٣) كالرافضة والمتصوفة وأضرابهم (٤).

من أجل هذا نجد أن من أهم عناصر الوسطية في الجانب الفردي؛ المسئولية التي قررها الإسلام على الفرد؛ فقد حمله مسئولية عمله، ولم يحمله مسئولية عمل غيره، مهما بلغت القرابة {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} الزمر: ٧.


(١) من ثمرات الفكر النصراني، قولهم: أن الإنسان خاطئ منذ ولادته؛ لأن أباه آدم قد ارتكب الخطيئة، وأن المسيح عليه السلام - صلب - حسب زعمهم حتى يكفر عن البشر خطاياهم فهو قد تحمل خطايا البشر. ينظر: إنجيل يوحنا آيات (٩: ١ - ٣٨). http://st-takla.org/
وهذه الفكرة معناها أن الإنسان مسؤول عن أعمال غيره، وغيره مسؤول عن أعماله، وبين هذا وهذا تضيع المسؤولية الفردية التي يحس بها الإنسان أنه مسؤول عن أعماله فقط. صغيرها وكبيرها، وليس مسؤولاً عن عمل غيره بتاتاً. فإذا كان غيره مسؤولاً عن ذنوبه، فإنه لن يبالي بهذه الذنوب وعندئذ تملأ الخطيئة الأرض، وادرس ما يحدث في كنائس أمريكا وبريطانيا وغيرهما بالذات تجد مقدار اللامبالاة في الخطيئة ... وهذا أكثر الأديان اتباعاً الآن في العالم.
ينظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (ص ٥٦٤) وما بعدها، والمسؤولية الفردية في الإسلام http://www.ikhwanwiki.com/
(٢) وهي ديانات لها أتباعها الكثيرون في العالم - وعقيدتهم شبيهة من حيث سلب مسؤولية الإنسان الفردية بالديانة النصرانية.
هذه العقيدة هي عقدية تناسخ الأرواح، وخلاصة هذه العقيدة أن الروح بعدما تفارق جسداً في هذه الدنيا تنتقل إلى جسد آخر في هذه الدنيا نفسها، ولا يكون هذا الجسد الثاني أو القالب الثاني بكلمة أصح إلا متفقاً مع الحياة التي قد أعدها الإنسان لنفسه بأعماله وأفكاره وميوله وعواطفه في حياته الأولى.
فإن كانت أعماله وأفكاره وميوله وعواطفه سيئة ولتأثيرها قد حدثت فيه مؤهلات واستعدادات سيئة، فإن روحه ستنتقل إلى طبقة مبتذلة من طبقات الحيوانات أو النباتات، وأما إن كانت أعماله وأفكاره وميوله وعواطفه صالحة ولتأثيرها قد حدثت فيه مؤهلات واستعدادات صالحة، فإن روحه سترتقي إلى طبقة من الطبقات العليا ".
هذه العقيدة مقتضاها أنني أنا الإنسان الحالي. إنسان بهذا الوضع نتيجة لسلوك غيري، وحصيلة لسلسلة طويلة من أعمال المخلوقات قبلي، وهذه المخلوقات السابقة علي، هي أنا وأنا بأعمالي الحاضرة سأكون بالتالي نباتاً أو حيواناً أو إنساناً. وعندئذ فإن أمة مثل هذه العقيدة ليست صالحة ولذلك فإن أهلها يعيشون مشتتين بين واقعهم الذي يعملون، وعقيدتهم التي يعتقدون؛ كما ينتج عن هذه العقيدة رهبانية مميتة عملياً، إذ إن أهل هذه العقيدة يعتقدون أن الشهوة هي أصل كل فساد في الأرض وهي التي تلوث الروح بالذنوب والآثام، ولأجلها تنتقل الروح من قالب إلى قالب وتذوق وبال أعمالها مرة بعد مرة. والنتيجة اللازمة لذلك - يقولون - إن من أراد لنفسه الخلاص من دورة التناسخ فعليه أن ينعزل عن الدنيا، ولا يسكن إلا في الغابات، ورؤوس الجبال وكهوفها، وإن لم يفعل ذلك فعليه أن ييأس من الخلاص من دورة التناسخ، ويستعد للانضمام إلى طبقات الحيوانات والنباتات.
ينظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (٧٢٤، ٧٤١، ٧٥٨)، والمسؤولية الفردية في الإسلام http://www.ikhwanwiki.com/
(٣) كما جعل النصارى قسيسيهم ورهبانهم شارعين لهم دينهم، وكذا صنيع الشيعة من أئمتهم المعصومين، والصوفية مع أوليائهم المزعومين.
(٤) ينظر: بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو، المحور الأول: مظاهر الوسطية في الإسلام د. سليمان بن إبراهيم العايد (ص ٤٧).

<<  <   >  >>