للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد وردت مادة (فرط) في القرآن الكريم في ثمانية مواضع (١)، وكلها بمعنى: التقصير والضياع والتقدم على الشيء (٢)؛ كما وردت في السنة في عدد من الأحاديث يضيق المقام عن حصرها.

ومن خلال ما سبق: يتضح من تعريفي (الغلو) و (الإفراط) أن كلا منهما يصدق عليه: "تجاوز الحد"، وإن كان كل واحد منهما يحمل معنى أبلغ من الثاني في بعض ما يستعمل فيه (٣).

والذي يعنينا في هذا المبحث أن كلا من الغلو والإفراط خروج عن "الوسطية" فكل أمر استحق وصف (الغلو) أو (الإفراط) فليس من الوسطية في شيء.

وبعد أن عرفنا معنى الغلو والإفراط، وما يدل عليه كل منهما، نقف الآن مع ما يقابلهما، وهو: التفريط والجفاء.


(١) سورة الأنعام (٣١، ٣٨، ٦١)، سورة يوسف (٨٠)، سورة النجل (٦٢)، سورة الكهف (٢٨)، سورة الزمر (٥٩)، سورة طه (٤٥).
(٢) ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (٣/ ٣٥٨)، وسطية أهل السنة بين الفرق (ص ٢٦).
(٣) فالذي يشدد على نفسه بتحريم بعض الطيبات، أو بحرمان نفسه منها وصف الغلو ألصق به من الإفراط، والذي يعاقب من اعتدى عليه عقوبة يتعدى بها حدود مثل تلك العقوبة فوصف الإفراط ألصق به من الغلو، فنقول: عاقبه وأفرط في عقوبته. وهكذا.
ينظر: الوسطية في القرآن الكريم (ص ٥١).

<<  <   >  >>