فيها، وأخذ ذلك مني وقتا طويلاً، ورغم ذلك فإني لا أدعي أني أوفيت الموضوع حقه، ولا أني أصبت في كل ما قلت وقصدت، ولا أني أبدعت فيما سطرت، إذ النقص والخطأ من طبيعة البشر، كما قال الله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٨٢)} النساء: ٨٢، ولكن حسبي أني بذلت فيه وسعي، فما كان فيه من صواب فمن الله تعالى وله الحمد والمنة، وما كان فيه من خطأ فمن نفسي وأستغفر الله منه، ورحم الله من رأى فيه خطأ أو خللاً فأرشدني إلى صوابه وإصلاحه.
كما أن الكتاب بصرف النظر عن شكله ومضمونه، نادراً ما يكون نتاجاً فردياً بحتاً، صحيح أن الغلاف قد لا يتسع لأسماء أخرى غير اسم الكاتب، وصحيح أن الكاتب يتحمل بمفرده المسؤولية الكاملة عن مضمون كتابه، لكن ذلك لا يقلل قط من أهمية المساهمة المباشرة أو غير المباشرة التي قدمها الآخرون، إلى أولئك الآخرين أتوجه هنا بكلمة شكر نابعة من القلب، فيطيب لي أن أشكر- بعد شكر الله وحمده- الجامعة الإسلامية، ممثلة بكلية الدعوة وأصول الدين بالمدينة المنورة، وعلى رأسها عميد الكلية، وأشكر قسم العقيدة رئيساً وأعضاءً، على تعاونهم الكبير، وأشكر جامعة الملك خالد على إتاحة هذه الفرصة العلمية لمواصلة البحث والدراسة في مرحلة الدكتوراه.
كما أتقدم بالشكر الوافر، والعرفان الجميل لفضيلة المشرف على اهتمامه وحرصه، ولا يفوتني أن أوصل الشكر لكل من ساعدني وأعانني في بحثي من مشايخي وزملائي، بفائدة علمية أو إعارة كتاب والمقام يضيق عن ذكرهم فأسأل الكريم أن يعظم لهم الأجر والثواب.
كما أتوجه بالشكر الجزيل للشيخين الفاضلين، والأستاذين الكريمين، اللذين تجشما عناء قراءة هذا البحث لمناقشته، وبذلا جهداً في تصحيحه وتقويمه، مع كثرة مشاغلهما وضيق وقتهما، فجزاهما الله عني خيراً، وزادهم الله توفيقاً وسداداً وهدى وعلماً.
وبعد فهذا الجهد مبلغ وسعي، فأرجو أن يصادف هذا العمل منكم القبول، وأن يقع منكم الإغضاء عما فيه من الغفلة والذهول.
وأسأل الله سبحانه أن يرزقنا الإخلاص في السر والعلن وأن يحفظنا من فتنة القول والعمل. إنه على كل شيء قدير .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.