للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتصدون للأمور الكبار والمصالح العظمى يكثر منهم التخبط والخلط، والأحكام المتسرعة، والمواقف المخالفة؛ ومن آثار عدم وضوح الأصول الاعتقادية:

١ - عدم الثبات والاستمرار؛ فلا تكاد تجد فرقة ضلت في غياهب البدع وانتهجت موقفا واستطاعت أن تثبت عليه، بل يحدث بينها من التشقق والخلاف، ما يكون أكبر دليل على أن ما ابتدعوه ضلال وباطل. إلا أهلُ السنة والجماعة فالمتأخر منهم مثل المتقدم.

٢ - الجهل بمذهب السلف وبالوحي وبالعقل السليم، والجهل بدلالات النصوص وأسباب النزول.

٣ - مخالفة أحكام الشرائع السماوية وقلة البصيرة فيها-ولو بمقصد شرعي-، وهذا يؤدي إما إلى فهم زائد عن الواجب (١)، أو إلى عكسه؛ وهذا يستلزم اعتقادهم بعدم كمال الدين وصلاحه لكل زمان ومكان.

٤ - التعالم والغرور عند هؤلاء الغلاة، والتعالي على العلماء وعلى الناس، واحتقار الآخرين وآرائهم (٢).

٥ - قد يحمل عدم الوضوح على الزيغ والانسلاخ من الدين، فإن النفس تضعف كلما ابتعدت عن العمل بحجة إخراجه من مسمى الإيمان، وكذلك قد تعجز أو تمل مع شدة العمل فتتركه ولهذا روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال عن المتشدد في الدين: ((كالمنبت لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع)) (٣).


(١) وهو الغلو والإفراط.
(٢) في حين تجد أحدهم لا يعرف بدهيات العلم الشرعي وأصول الأحكام وقواعد الدين، أو قد يكون عنده علم قليل بلا أصول ولا ضوابط ولا فقه ولا رأي سديد، ويظن أنه بعلمه القليل وفهمه السقيم قد حاز علوم الأولين والآخرين، فيستقل بغروره عن العلماء، وعن مواصلة طلب العلم فيهلك بغروره ويهلك، وهكذا كان الخوارج الأولون يدعون العلم والاجتهاد ويتطاولون على العلماء، وهم من أجهل الناس.
ينظر: التحذير من الغلو في ضوء القرآن والسنة، أ. د. بدر بن ناصر البدر، مؤتمر ظاهرة التكفير (٥/ ٢٦١٠).
(٣) أخرجه ابن المبارك في " الزهد " (ص ٤٦٩)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ١٩)، وقال الهيثمي في «المجمع» (١/ ٦٢): رواه البزار، وفيه: يحيى بن المتوكل أبو عقيل وهو كذاب، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (٢٠٢٢).

<<  <   >  >>