للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصحاب المبادئ والاتجاهات الهدامة: كالاشتراكية، والبعثية، والقومية، والعلمانية، والديمقراطية، وجماعة التكفير والهجرة، وسواهم من ذوي الانحراف العقدي والعملي (١).

وهؤلاء هم الذين استثنى منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الطائفة المنصورة الظاهرة على الحق.

وقد سعى أصحاب هذا الاتجاه، بحكم مرجعيتهم الإسلامية في الجملة إلى إثبات إسلامية أفكارهم ورؤاهم، بردها إلى المبادئ الكلية والنصوص القطعية الثابتة في المصدرين الأساسيين وهما كتاب الله وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، مما أدى إلى مزيد من التلبيس (٢)، وكان لذلك آثار خطيرة على حملة هذا الفكر أولاً، وعلى المتأثرين به كلياً أو جزئياً (٣).

لذلك نجد أن طوائف الغلاة أو الجفاة قد توزّعت على المذاهب الإسلامية كافّة (٤)، حتّى لم يبقَ مذهب إلا وظهر الغلو أو الجفاء بين أصحابه أو ممن يُحسب عليهم.


(١) وهؤلاء دعاة شر، ويملكون من الأساليب والوسائل الجذابة والخادعة ما يشكل خطراً على شباب المسلمين الذين لم يتسلحوا بالعقيدة الإسلامية الصافية التي تحصنهم.
(٢) أراد أصحاب هذا الاتجاه أن يلتمسوا من القرآن الكريم والسنة المطهرة اُسسا لانطلاقهم في المجتمع، فأوهموا -لإثبات أفكارهم- وجود شيء من التعارض بين بعض النصوص الشرعية وبين بعضها الآخر، أو بينها والمقررات العقلية، أو بينها وتحقيق المصلحة، أو بينها وبعض المكتشفات العلمية الحديثة، وتحت ضغط الواقع وبمنهج لم يلتزم بأصول مذهب السلف في التلقي والاستدلال، ظهرت تفسيرات وفتاوى ورؤى شاذة لبعض أصول وأحكام الإسلام، مما يخرجها عن مراد الشارع إما إلى الغلو أو الجفاء.
ينظر: موقف الاتجاه العقلاني الإسلامي المعاصر من النص الشرعي، سعد بن بجاد العتيبي (٦ - ٧).
(٣) ينظر: رؤية إسلامية معاصرة، د. أحمد كمال أبو المجد (ص ١٨)، موقف الاتجاه العقلاني الإسلامي المعاصر من النص (٦ - ٧).
(٤) وجود تساهل في منهج فرقة معينة يقابله التشديد في منهج فرقة مقابلة، وتأمله في واقع الفرق الإسلامية قديما وحديثا ثم استلهم العبر.

<<  <   >  >>