(٢) مجموع الفتاوى (١٢/ ٤٣١). (٣) مجموع الفتاوى (٣/ ٤٠٤). (٤) اعتمد القرآن الكريم في خطابه أسلوب المقابلات؛ وذلك بأن يقابل بين الأشخاص، ويقابل بين الأعمال، ويقابل بين النتائج، ويقابل بين البدع الباطلة والرد عليها، فإذا تحدث عن المؤمنين أتبعه بالحديث عن الكافرين، وإذا تحدث عن العاملين المخلصين أردفه بالحديث عن القاعدين المهملين، وإذا تحدث عن عاقبة المتقين قرنه بالحديث عن عاقبة المكذبين، وإذا رد على بدعة رد على ما يقابلها من البدع، وعلى هذا السَّنَن يجري الخطاب في القرآن الكريم. (٥) ومن أمثلة (التقابل) المعنوي، قوله سبحانه: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (٢٣)} الأنبياء: ٢٣. وبيان (التقابل) هنا من جهة المعنى: أن في الآية رداً على طائفتين متقابلتين من طوائف المبتدعة. فردت هذه الآية على من نفى أفعال الله-من القدرية - بأنه سبحانه (يَفْعَلُ)؛ وقد ذكر ابن القيم - رحمه الله - تعالى أن أدلة إثبات الحكمة والتعليل في أفعال الله تزيد على عشرة آلاف دليل .. ينظر شفاء العليل (١/ ٥٧٣). وفيها رد كذلك على نفاة أفعال العباد -من الجبرية- بأنهم (يُسْأَلُونَ)؛ ونسبة السؤال إليهم فيه دلالة على أنهم قادرين ومحاسبين على أعمالهم. (٦) الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنثور (ص ٢١٥).