(٢) كالكلابية والأشاعرة؛ لأن مذهبهم أن كلام الله معنى قائم بالنفس، ليس بحرف ولا صوت، ولا ينقسم، ولا يتجزأ، ولا يتبعض، ولا يتغاير، وأنه معنى واحد قائم بالله - عز وجل -، إن عُبِّر عنه بالعربية كان قرآناً، وإن عُبِّر عنه بالعبرية كان توراة، وإن عبِّر عنه بالسريانية كان إنجيلاً، فهو عند الكلابية حكاية عن كلام الله تعالى، وعند الأشاعرة عبارة عن كلام الله، وعلى هذا فالقرآن عندهم ليس بكلام الله على الحقيقة، وهو مخلوق. ينظر: مقالات الإسلاميين (٢/ ٢٥٧، ٢٥٨)، ومجموع الفتاوى (١٢/ ١٦٥). (٣) كما هو معتقد الحلولية والاتحادية: الذين يجعلون صفة الخالق هي عين صفة المخلوق، فقالوا: الذي نسمعه من القراء هو كلام الله، وإنما نسمع أصوات العباد، فأصوات العباد بالقرآن كلام الله، وكلام الله غير مخلوق، فأصوات العباد بالقرآن غير مخلوقة، والحروف المسموعة منهم غير مخلوقة .. أما الجهمية ومن وافقهم فقد زعموا أن أصوات العباد ومدادهم مخلوقة، فيكون كلام الله - عز وجل - مخلوقاً. ينظر: مجموع الفتاوى (١٢/ ٨٢). (٤) ينظر: درء التعارض (٥/ ٢٠٨). (٥) درء التعارض (٥/ ٢٠٦).