للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدروز (١) الذين يزعمون أن يوم الحساب هو اليوم الذي يبلغ فيه التوحيد غايته بالانتصار على العقائد الشركية، أما البعث فباطل لا أساس له.

وهذا الموقف من التأويل والتحريف يقول به العصرانيون، فهم قد وقفوا من هذا الركن موقفاً غريباً، إذ سلطوا على آيات القرآن وأخبار السنة الصحيحة التأويل والإنكار إرضاءً لعقولهم، فحملوا النصوص الثابتة اليقينية حول أحوال يوم القيامة على أنها تمثيل وتصوير، لا حقيقة واقعة، فحملُ عرش الرب سبحانه على أنه تمثيل لكمال عزته، وأخذ الكتب باليمين يراد به الاستبشار والابتهاج، والتناول بالشمال يراد به العبوس، وكذلك النفخ في الصور هو تمثيل وتصوير لما سيجري، وهذا التأويل عندهم كثير جداً وهم لا يقصرونه على أخبار المستقبل، بل عموا به الأخبار القرآنية في الماضي أيضاً وهو القصص القرآنية (٢).

وما من فرقة من الفِرَق الضالة إلا ونجد لها موقفاً مخالفاً في الإيمان باليوم الآخر، ابتداء من عند الموت إلى دخول الجنة والنار من التحريف والتأويل والإنكار (٣).


وإسماعيلية الشام، والإسماعيلية البهرة، والإسماعيلية الأغاخانية، ... ويتضح أن الإسماعيلية في بدايتها كانت إحدى الفرق الشيعية، ولكنها غلت في أئمتها وتأثرت بمؤثرات كثيرة حتى وصل الأمر إلى أن اعتبرتها معظم الفرق الإسلامية كافرة وخارجة من حظيرة الإسلام، لما أسبغوه على إمامهم من صفات تصل به إلى ما يشبه مقام الألوهية، ولقولهم بالتناسخ وإنكارهم صفات الله سبحانه وتعالى، ولعدم استمدادهم عقيدتهم من خالص الكتاب والسنة.
ينظر: الموسوعة الميسرة (١/ ٣٨٣ - ٣٨٩)، بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص ٥١)، معجم ألفاظ العقيدة (ص ٤٣).
(١) الدروز: فرقة من فرق الشيعة سموا بذلك نسبة إلى رجل يقال له نوشتكين الدرزي وهم طائفة من الإسماعيلية قالوا: بإلهية الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي ويلقبون أحياناً بالحاكمية، والطائفة الدرزية فرقة باطنية تعتبر نفسها منذ ما يقرب من ألف سنة في دور الستر فلا يكشفون أمر عقائدهم بما يلقي الضوء على مذهبهم، يقوم مذهبهم على ألوهية الحاكم بأمر الله، ويعتقدون أنهم الموحدون، ويزعمون أن الحاكم بأمر الله قد نسخ شريعة الإسلام وأسقط التكاليف، يأخذون صفات الله - عز وجل - ويطبقونها على الحاكم بأمر الله، فالإله عندهم هو الحاكم بأمر الله.
ينظر: عقيدة الدروز، د. محمد أحمد الخطيب (ص ١٢)، الموسوعة الميسرة (١/ ٣٩٧).
(٢) ينظر: منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، لفهد بن عبد الرحمن الرومي (ص ٥٣٢).
(٣) ينظر: تناقض أهل الأهواء والبدع (١/ ٣٥٢).

<<  <   >  >>