للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو: "العنكبوت" (١). ورُوِيَ عن أبانِ بن عثمانَ أنّه قرَأ في صلاةِ الكسوف {سَأَلَ سَائِلٌ} (٢).

والذي استحسَن مالكٌ والشافعيُّ، أن يَقرَأَ في الأولى بـ: "البقرة"، وفي الثانيةِ بـ: "آلِ عمرانَ"، وفي الثالثةِ بقدرِ مئةِ آيةٍ وخمسينَ آيةً من "البقرةِ"، وفي الرابعةِ بقدرِ خمسينَ آيةً من "البقرةِ"، وفي كلِّ واحدةٍ "أُمَّ القُرآنِ" لا بدَّ، وكلُّ ذلك لا يُسمَعُ للقارِئ فيه صوت (٣). وقال أبو يوسفَ ومحمدُ بن الحَسَن: يَجْهَرُ بالقراءَةِ في صلاةِ الكسوفِ (٤). ورُوِيَ عن عليِّ بن أبي طالب أنّه جهَر، وعن زيدِ بن أرقمَ (٥)


(١) إسناده ضعيف، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٣/ ١٠٣ (٤٩٣٦)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط ٥/ ٣٠٢ (٢٩٠٥) عن الثوري، عن سليمان الشيباني، عن الحكم - وهو ابن عتيبة - عن حنش - وهو ابن المعتمر، ويقال: ابن ربيعة الكناني، أبو المعتمر الكوفي - ضعّفه البخاري والنسائي وابن حبّان كما في تهذيب الكمال ٧/ ٤٣٣.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٨٤١٢).
(٣) الأم للشافعي ١/ ٢٨٠، وانظر: بداية المجتهد، لابن رشد القرطبي ١/ ٢٢٢.
(٤) وكذا ذكر عنهما الطحاويُّ في مختصر اختلاف العلماء ١/ ٣٨٠، ولكن ذكر السرخسي في المبسوط ٢/ ٧٦ بعد أن نصَّ على أنه يُجهر بها في قول أبي يوسف: وأمّا عن الشيباني فقال: "وقولُ محمّدٍ رحمه الله تعالى مضطرب"، ونحو هذا يُفهم من قول العيني في البناية شرح البداية ٢/ ١٤٤، فقال فيما نقله عن صاحب التحفة: "عن محمد روايتان"، ولعلّ منشأ الاضطراب هذا يعود إلى ما وقع في كتابه الأصل المعروف بالمبسوط ١/ ٤٤٥ ففيه: "ويُجهر فيها في قول أبي يوسف وهو قول محمد"، وهذا يخالفه ما وقع عنده في كتاب الآثار له ١/ ٦٢٠، فقد ذكر تحت الأثر الوارد عن إبراهيم النخعي برقم (٢٢٢) أنه يذهب إلى القول بعدم الجهر بالقراءة، فقال: "وأما الجهر بالقراءة، فلم يبلغنا أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جهر بالقراءة فيها، وبلغنا عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه جهر فيها بالقراءة بالكوفة، وأحبُّ إلينا أن لا يُجهر فيها بالقراءة"، وبهذا يظهر أن ابن عبد البرِّ قد وقف على رواية عنه دون الأخرى، والله تعالى أعلم.
(٥) سلف تخريجه قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>