للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا عبدُ الله بن محمدِ (١) بن أسدٍ، قال: حدَّثنا حمزةُ بن محمدٍ، عن أحمدَ بن شُعيبِ بن عليٍّ، قال (٢): أخبَرنا عَمرُو بن منصورٍ، قال: أخبَرنا أبو نعيم، قال: حدَّثنا سُفيانُ، عن الأسودِ بن قيسٍ، عن ثعلبةَ بن عِبَادٍ، عن سمُرةَ بن جُنْدُبٍ، أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى بهم كُسُوفَ الشمسِ، لا يُسْمع له صوتٌ.

وقد رُوِيَ عن ابن عباسٍ أنّه قال في صلاةِ الخُسُوف: كنتُ إلى جنبِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فما سَمِعْتُ منه حرفًا (٣).

ومن حُجَّةِ من ذهَب إلى هذا المذهبِ ما جاء في الخبرِ: "صلاةُ النَّهارِ عَجْماءُ" (٤). ورُويَ عن عليٍّ رضِي اللهُ عنه أنّهم حَزَروا قراءتَه بـ: "الروم"، و: "يَس"،


(١) في ك ٢: "إبراهيم"، وما أثبتناه من بقية النسخ، وهو الصواب، فهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد الجهني البزاز، أبو محمد المتوفى سنة ٣٩٥ هـ، وهو مترجم في تاريخ ابن الفرضي ١/ ٣٣٤ (٧٥٧) وترتيب المدارك ٧/ ٢٠٩، والصلة لابن بشكوال (٥٥٧)، وجذوة المقتبس (٥٣١)، وقد سمع منه ابن عبد البر مصنف النسائي (المجتبى) من طريق حمزة بن محمد الكناني المصري.
(٢) النسائي ٣/ ١٤٨، وهو في الكبرى (١٨٩٥)، وإسناده صحيح.
(٣) إسناده إليه صحيح، أخرجه الطبراني في الأوسط ٣/ ١٣٠ (٢٧٠٠) و ٩/ ١٣٦ (٩٣٤٥)، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" ٥/ ١٥٤ (٧١٤٧) من طريقين عن الحكم بن أبان، عن عكرمة عن ابن عباس، به.
(٤) إنما يروى عن الحسن البصري، وأبي عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - من قولهما، أخرجه عنهما عبد الرزاق في المصنف ٣/ ٤٩٣ (٤١٩٩) و (٤٢٠١)، وابن أبي شيبة في المصنف (٣٦٨٤) و (٣٦٨٥)، ولم يرد في كتب السُّنة مرفوعًا إلا ما وقع عند أبي إسحاق الشيرازي في المهذَّب ١/ ١٤٢ قال: روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا رأيتم مَن يجهر بالقراءة في صلاة النهار فارمُوه بالبَعَر" ويقال عن صلاة النهار عجماء، ثم أورده النووي في خلاصة الأحكام ص ٣٩٤ (١٢٤٣) وقال: باطل لا أصل له. ونقل في شرح المهذب ١/ ٤٦ عن الدارقطني وغيره من الحفاظ قولهم. هذا ليس من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يُرْوَ عنه، وإنما هو قولُ بعض الفقهاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>