للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليُّ بن عبد العزيز، قال: حدَّثنا ابنُ الأصبهانيِّ (١)، قال: حدَّثنا شريكٌ، عن سِماكٍ، عن (٢) عكرمةَ، عن ابن عباسٍ، أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أكَلَ كَتِفًا مَهريَّةً - يعني نَضِجةً - ثم مسَح يدَه، ثم صلَّى (٣).

هكذا جاءَ في هذا الحديث تفسيرُ "مهريّةً"، وهو أولَى ما قيل في ذلك إن شاءَ الله. وذَكرَ أبو عُبيدٍ (٤) "مُؤَرَّبَةً" بالهمز، وفسَّرها أنّها مُوفَّرةٌ، ثم قال: هو مأخوذٌ من الإرْب؛ يعني: العُضْو (٥).

فهذه طُرقُ حديث ابن عباسٍ أو بعضُها، وهو حديثٌ قد رواه معه مَن تقدَّمَ ذكرُنا له من وُجوهٍ صِحاحٍ كلِّها، والحمدُ لله.

وقد قال جابرٌ: إنّ الناسخَ في هذا الباب ترْكُ الوُضُوءِ ممّا مسَّتِ النارُ. وخالفَتْهُ في ذلك عائشةُ.

أخبرنا خلفُ بن القاسم، قال: حدَّثنا ابن أبي العَقِبِ بدمشقَ، قال: حدَّثنا أبو زُرعةَ عبدُ الرحمن بن عمرٍو الدِّمشقيُّ، قال: حدَّثنا عليُّ بن عيّاش، قال: حدَّثنا شُعيبُ بن أبي حمزةَ، عن محمدِ بن المُنكدِرِ، عن جابرِ بن عبد الله، قال: كان آخرَ الأمرينِ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترْكُ الوُضوءِ ممّا غيَّرتِ النارُ (٦).


(١) هو محمد بن سعيد بن الأصبهاني، أبو جعفر، يروي عن شريك بن عبد الله النَخَعيِّ.
(٢) في ك ٢: "بن" وهو تحريف ظاهر.
(٣) إسناده ضعيف، رواية سماك عن عكرمة مضطربة، أخرجه الطبراني في الكبير ١١/ ٢٨١ (١١٧٣٨) عن عليّ بن عبد العزيز، به. وهو عند أحمد في المسند ٤/ ٢٣١ (٢٤٠٦) و ٥/ ١٤٧ (٣٠١٢)، وأبو داود (١٨٩)، وابن ماجة (٤٨٨) من طرق عن سماك، به. وليس عند أحد منهم قوله: "مهرية".
(٤) غريب الحديث ١/ ٢٤.
(٥) في غريب الحديث: المُؤرَّبة: المُوفَّرة التي لم يُنقص منها شيء.
(٦) صحيح، أخرجه أبو داود (١٩٢)، والنسائي (١٨٥) من طريقين عن عليّ بن عياش، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>