للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أحسنِ ما قيلَ نَظْمًا في الرِّضا والقناعةِ وذمِّ السُّؤالِ قولُ بعضِ الأعراب (١):

عَلامَ سؤالُ الناسِ والرِّزْقُ واسعُ ... وأنتَ صحيحٌ لم تَخُنْكَ الأصابعُ

وللعيشِ أوكارٌ وفي الأرضِ مذهبٌ ... عريضٌ ويابُ الرِّيق في الأرضِ واسِعُ

فكنْ طالبًا للرِّزْقِ من رازقِ الغِنَى ... وخَلِّ سؤالَ الناسِ فاللهُ صانِعُ

وقال مسلمُ بن الوليد (٢):

أقولُ لِمَأْفُونِ (٣) البَدِيهةِ طائرٍ ... مع الحرصِ لم يغْنَمْ ولم يتَمَوَّلِ

سَلِ الناسَ إنِّي سائلُ اللهَ وحدَه ... وصائنُ عِرْضِي عن فُلانٍ وعن فُلِ

وقال عَبيدُ بن الأبرَص (٤):

من يسْأَلِ الناسَ يَحْرِمُوه ... وسائلُ الله لا يَخِيبُ

ومن قَصيدةٍ للحُسين بن حُميدٍ:

وسائلُ الناسِ إنْ جادوا وإن بَخِلوا ... فإنّه برِداءِ الذُّلِّ مُشتَمِلُ

وقال أبو العَتاهيةِ فأحسنَ (٥):

أَتدْرِي أيَّ ذُلٍّ في السؤالِ ... وفي بذلِ الوُجوهِ إلى الرِّجالِ

يَعِزُّ على التَّنَزُّهِ مَن رَعاه ... ويَسْتَغْني العفيفُ بغيرِ مالِ

تعالَى اللهُ يا سَلْمَ بنَ عَمْرٍو ... أذلَّ الحِرْصُ أعْناقَ الرِّجالِ


(١) الأبيات في بهجة المجالس ١/ ١٦٦.
(٢) البيتان في شرح ديوانه، ص ٢٦.
(٣) المأفون: الضعيف الرأي والعقل، والمتمدِّح بما ليس عنده. "القاموس المحيط" (أفن).
(٤) البيت في ديوانه، ص ١٥، وشرح المعلّقات التسع، ص ١٠٤، والشعر والشعراء ١/ ٢٦١.
(٥) الأبيات في ديوانه، ص ٢٩٦ و ٣٢٥ و ٣٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>