للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعاني رواها جماعةٌ مِن الصحابةِ، وبعضُهم يذكُرُ بعضَها، ويذكُرُ بعضُهم ما لم يذكُرْ غيرُه، وهي صحاحٌ كلُّها، وإنْ لم تَجتمِعْ بإسنادٍ واحدٍ، فهي في أسانِيدَ صحيحَةٍ ثابتةٍ، وجائزٌ على فضائِلِه الزيادةُ، وغيرُ جائزٍ فيها النقصانُ (١)، ألا ترَى أنَّه كان عبدًا قبلَ أنْ يكونَ نبيًّا، ثم كان نبيًّا قبلَ أنْ يكونَ رسولًا! وكذلك (٢) رُوِي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "كنتُ عبدًا قبلَ أنْ أكونَ نبيًّا، ونبيًّا قبلَ أنْ أكونَ رسولًا" (٣). وقال: "ما أدرِي ما يُفعلُ بي ولا بكم". ثم نزَلت: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (٤) [الفتح: ٢]. وسَمِع رجلًا يقولُ له: يا خيرَ البَريَّةِ. فقال: "ذلك إبراهيمُ" (٥). وقال: "لا يقولَنَّ أحدُكم: إني خيرٌ مِن يونسَ بنِ متَّى" (٦).


(١) في ق: "النقص".
(٢) من هنا إلى قوله: "رسولًا" لم يرد في ق.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ٢/ ٢٠٤ (٣٠٧٦) عن ابن جُريج عن عطاء مرسلًا.
(٤) أخرجه أحمد في المسند ٤٥/ ٤٤٩ (٢٧٤٥٧)، والبخاري (٣٩٢٩) و (١٢٤٣) من حديث خارجه بن زيد بن ثابت عن أم العلاء الأنصارية في قصّة تزكيتها لعثمان بن مظعون وقولها: "رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك، لقد أكرمك الله" وردّه -صلى الله عليه وسلم- عليها وفيه قوله: "والله ما أدري -وأنا رسول الله الله- ما يُفعل بي ولا بكم" دون ذكر سبب نزولٍ للآية المذكورة. وسبب نزولها وقع عند ابن جرير الطبري في تفسيره ٢٢/ ٩٩ بإسناد ضعيف من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف: ٩] فأنزل الله بعد ذلك هذا {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} [الفتح: ٢] الآية.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ٢٠/ ٢١١ (١٢٨٢٦)، ومسلم (٢٣٦٩)، وأبو داود (٤٦٧٢)، والترمذي (٣٣٥٢)، والنسائي في الكبرى ١٠/ ٣٤٢ (١١٦٢٨) من حديث المختار بن فلفل عن أنس رضي الله عنه.
(٦) أخرجه أحمد في المسند ٦/ ٢٣٥ (٣٧٠٣)، والبخاري (٣٤٠٦) و (٣٤١٢) من حديث أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وأخرجه البخاري (٣٤١٦)، ومسلم (٢٣٧٦) من حديث حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأخرجه أحمد في المسند ٤/ ٦١ (٢١٦٧)، والبخاري (٤٦٦٠) من حديث أبي العالية رُفيع بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>