للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلُّ ما رُوِي في هذا المعنى؛ مِن النهي عن الصلاةِ في المقبر، وبأرضِ بابلَ، وفي الحمّامِ، وفي أعطانِ الإبلِ (١)، والخروجِ مِن ذلك الوادِي، وغيرِ ذلك ممَّا في هذا المعنى ممَّا قد تقدَّم ذِكرُنا له، كلّ ذلك عندنا منسوخٌ ومدفوعٌ بعموم قولِه -صلى الله عليه وسلم-: "جُعِلتْ ليَ الأرضُ كلُّها مسجدًا وطهورًا". وقولُه هذا -صلى الله عليه وسلم- مُخبِرٌ أنَّ ذلك مِن فضائلِه وممَّا خُصَّ به، وفضائلُه عندَ أهلِ العلم لا يجوزُ عليها النسخُ ولا التبديلُ ولا النقصُ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أُوتيتُ خمسًا". وقد رُوي: "ستّ". وقد رُوي: "ثلاثٌ". و: "أربعٌ". وهي تَنتَهي إلى أزيدَ مِن سبع، قال فيهنَّ: "لم يُؤتَهنَّ أحدٌ قبلي؛ بُعِثتُ إلى الأحمرِ والأسودِ، ونُصِرتُ بالرعبِ مسيرةَ شهرٍ، وجُعِلتْ أمتي خيرَ الأمم، وأُحِلَّتْ ليَ الغنائمُ ولم تُحَلَّ لأحدٍ قَبلي، وجُعِلتْ ليَ الأرضُ كلُّها مسجدًا وطَهورًا، وأُوتيتُ الشفاعةَ، وبُعِثتُ بجوامعِ الكلم" (٢)، "وبينما أنا نائمٌ أُوتيتُ بمفاتيحِ كُنوزِ الأرضِ فوُضِعتْ بينَ يَدَيَّ" (٣)، "وأُعطيتُ الكَوثرَ، وهو خيرٌ كثيرٌ وَعَدَنِيه ربِّي، وهو حوضٌ ترِدُ عليه أُمَّتي يومَ القيامةِ، آنِيَتُه عددُ النُّجوم، مَن شَرِب منه لم يَظمأْ أبدًا" (٤)، "وخُتِم بِيَ النبيُّون" (٥). وهذه


(١) سيأتي ما ورد في هذا من الأحاديث.
(٢) إلى هنا وقع في سياق حديث واحد أخرجه الطيالسي في مسنده (٤٧٤)، وأحمد في المسند ٣٥/ ٢٢٤ (٢١٢٩٩) بإسناد صحيح من طريق الأعمش عن مجاهد بن جبر عن عُبيد بن عمير الليثي عن أبي ذرّ -بتقديم وتأخير في بعض ألفاظه. وأوّله "أوتيت خمسًا".
(٣) جزء من حديث أخرجه البخاري (٧٠١٣) و (٧٢٧٣)، ومسلم (٥٢٣) من حديث سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٤) أخرجه مسلم (٤٠٠) من حديث المختار بن فُلْفُل عن أنسٍ رضي الله عنه، دون قوله: "من شرب منه لم يظمأ أبدًا".
(٥) وقع ذلك في سياق حديث أخرجه أحمد في المسند ١٥/ ١٩٤ (٩٣٣٧)، ومسلم (٥٢٣)، والترمذي بإثر الحديث (١٥٥٣)، وابن ماجة (٥٦٧) من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، وأوَّله: "فضِّلت على الأنبياء بست".

<<  <  ج: ص:  >  >>