للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصديقِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، والفرحِ بكلِّ ما يأتي منه، وهو الصِّدِّيقُ حقًّا (١) مِن أُمَّتِه، رحمةُ الله عليه.

وأما الآثارُ المرويةُ في هذا البابِ، فرَواها جماعةٌ مِن الصحابِة؛ منهم أبو هريرةَ، وابنُ مسعودٍ، وأبو قتادةَ، وابنُ عباسٍ، وجُبيرُ بنُ مُطعِمٍ، وعمرُو بنُ أُميَّةَ، وعِمرانُ بنُ حُصينٍ، وأبو مريمَ السّلُوليُّ (٢)، وأبو جُحَيفةَ السُّوائِيُّ، وذو مِخبْرٍ الحبَشيُّ.

فأمَّا حديثُ أبي هريرةَ، فنذكُرُ منه هاهنا ما يُشبِهُ حديثَنا ويكونُ في معناه، ونذكرُ مَن قطَعه ومَن وَصَله، عن سعيدِ بنِ المُسيِّبِ، عن أبي هريرةَ، إذا ذكَرناه في بابِ ابنِ شهابٍ إن شاء اللهُ.

فمِن حديثِ أبي هريرةَ، ما حدَّثنا محمدُ بنُ خليفةَ، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: حدَّثنا أبو سعيدٍ الحسنُ بنُ عليٍّ الجصَّاصُ، قال: حدَّثنا أحمدُ بنُ الفرجِ أبو عُتبةَ الحِجازيُّ بحِمصَ، قال: حدَّثنا أيُّوبُ بنُ سُويدٍ، قال: أخبَرنا يونسُ بنُ يزيدَ، عن الزُّهرِيِّ، عن سعيدِ بنِ المُسيِّبِ وأبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، قال: لَمّا قَفَل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مِن خيبَرَ (٣)، عرَّس بنا ذاتَ ليلةٍ، ثم قال: "أيُّكم يكلأُ لنا الفجرَ اللَّيلةَ؟ ". فقال بلالٌ: أنا يا رسولَ الله. قال: "اكْلأْه لنا يا بلالُ، ولا تكنْ لُكَعًا" (٤). قال بلالٌ: فنام النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ونام أصحابُه، فعمَدتُ إلى حجَفَةٍ (٥) لي استَنَدتُ إليها، فجعَلتُ أُراعي الفجرَ، فبعَث اللهُ عليَّ النومَ، فلم أستيقظْ إلَّا لحرِّ الشمسِ


(١) قوله: "حقًّا" لم يرد في ق.
(٢) قوله: "وأبو مريم السلولي" لم يرد في ج، وهو ثابت في ق، د ١.
(٣) في د ١، ق: "حنين".
(٤) اللُّكَع: كلمة تقال لكلِّ مَن يُستَحقر، وللعبد والأَمَةِ والوَغْد من الناس، والجاهل والقليل العقل، يقال للذَّكر لُكع، وللأنثى لَكاع. قاله القاضي عياض في المشارق ١/ ٣٥٧.
(٥) الحَجَفة: التُّرس إذا كان من جُلود ليس فيه خَشَب ولا عَقَب. (الصحاح مادة حجف).

<<  <  ج: ص:  >  >>