كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار

زيد بن أسلم، مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه - ٤٥ - ج: 3 - ص: 663

عن حُصينٍ (١)، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباس، قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "عُرِضَت عليَّ الأُممُ". فذكَر الحديثَ، وفيه: "ويدخُلُ الجنّةَ أيضًا من أمَّتِك سبعون ألفًا بغيرِ حسابٍ". ثم دخَل رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ولمْ يُبيِّنْ لهم، فأفاض القومُ فقالوا: نحن الذين آمنَّا بالله، واتَّبعْنا رسولَه، فنحن هم، وأولادُنا الذين وُلِدوا في الإسلامِ. فسَمِع ذلك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "هم الذين لا يَسترقون، ولا يَتطيَّرون، ولا يَكتَوون، وعلى ربِّهم يتَوكَّلون".

وبه عن أبي بكرٍ، قال (٢): حدّثنا الحسنُ بنُ موسى، قال: حدَّثنا شيبانُ (٣)، عن قتادةَ، عن الحسنِ، عن عمرانَ بنِ حُصَينٍ، عن ابنِ مسعودٍ، قال: تحدَّثنا عندَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلةٍ، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "سبعون ألفًا يدخُلونَ الجنّةَ لا حسابَ عليهم، الذين لا يَكتَوون، ولا يَسترقُون، ولا يَتطيَّرون، وعلى ربِّهم يَتوكَّلون" (٤).

واحتجُّوا أيضًا بحديثِ سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ مولَى المَهْرِيِّ، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "دخَلتْ أُمَّةٌ بقَضِّها وقَضيضِها الجنَّةَ، كانوا لا يَستَرقُون، ولا يَكْتوون، ولا يَتطيَّرون، وعلى ربِّهم يَتوكَّلون" (٥).

---

(١) حصين بن عبد الرحمن السُّلمي، أبو الهُذيل الكوفيّ.
(٢) المصنف (٢٤٠٩١).
(٣) شيبان بن عبد الرحمن النَّحوي.
(٤) أخرجه أبو يعلى في مسنده ٩/ ٢٣١ (٥٣٣٩) عن الحسن بن موسى، به.
وهو عند أحمد في المسند ٧/ ٩٦ (٣٩٨٨)، وابن حبّان في صحيحه ١٦/ ٣٤١ (٧٣٤٦) من طريق هشام الدَّستوائي عن قتادة، به وعند عبد الرزاق من طريق معمر عن قتادة (١٩٥١٩). والحسن البصري وإن لم يسمع من عمران بن حصين إلّا أنه قد تُوبع من قِبَل العلاء بن زياد العَدَويّ -وهو ثقة- عند أحمد في المسند ٧/ ٩٧ (٣٩٨٩)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٤٩) و (٢٥٠)، والبزار في مسنده ٤/ ٢٧٠ (١٤٤٠) و (١٤٤١) ثلاثتهم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن والعلاء بن زياد، به.
(٥) أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (٤٥٨)، وابن حبّان في صحيحه ٢/ ٥٠٥ (٧٢٦)، وتّمام في فوائده (٤٦٤) من طريق محمد بن عيسى بن حيّان المدائني، عن شعيب بن حرب، عن =