والحديث أصله في الصحيحين من رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه مرفوعًا، بلفظ: "مَن تصبَّح سبع تمراتٍ عجوةً، لم يضُرَّه ذلك اليوم سُمٌّ ولا سحِرٌ" دون ذكر "العالية" البخاري (٥٧٦٩)، ومسلم (٢٠٤٧) (١٥٥). (١) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣/ ٦١٠، وابن الجعد في مسنده (٢٦٢٥)، وأحمد في المسند ٢٧/ ١٦٦ (١٦٦١٨)، و ٣٨/ ٢٥٤ (٣٢٠٧)، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٤/ ٣٢١ (٧١٥٣) من طرقٍ عن زهير بن معاوية الجعفي، عن أبي الزُّبير محمد بن مسلم بن تدرس المكّيِّ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: كَوَى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- سعدًا أو أسعدَ بنَ زُرارةَ في حَلْقه من الذُّبحةِ، وقال: "لا أدَعُ في نفسي حَرَجًا من سعدٍ، أو أسعدَ بنِ زُرارةَ". وسقط عندهم، عدا الموضع الثاني عند أحمد، قوله: "عن أبيه" من الإسناد، وإسناد أحمد في الموضع الثاني حسن، ومنقطع عند الآخرين. وقوله: "من الذُّبْحَة" قال القاضي عياض في المشارق ١/ ٢٦٨: "بفتح الباء وضم الذال: داءٌ كالخناق يأخذ الحَلْق فيقتل صاحبه، وقال ابن شميل: هي قُرحة تخرج في الحلق". وقال ابن الأثير: "بفتح الباء وقد تُسكن: وجع يعرض في الحَلْق من الدم. وقيل: هي قُرحة تظهر فيه فيَنسدّ معها وينقطع النّفسُ فتقتل". النهاية في غريب الحديث ٢/ ١٥٣ - ١٥٤. (٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٢٤٠٩٥)، وأحمد في المسند ٢٢/ ٢٧٧ (١٤٣٧٩) عن أبي معاوية محمد بن خازم لضرير، عن الأعمش سليمان بن مهران الأسدي، عن أبي سفيان طلحة بن نافع الإسكاف، به. وهو عند مسلم (٢٢٠٧) (٧٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن يحيى وأبي كريب واللفظ له: "عن جابر، قال: بَعَث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أُبيِّ بنِ كعب طبيبًا، فقطع منه عِرْقًا، ثمّ كَواهُ عليه"، وقولُ ابن عبد البرِّ هنا: "وهو حديث غريب" لا يُسلَّم له في ذلك، إذْ ليس في إسناد هذا الحديث علَّةٌ تقدح فيه، ولا في متنه غرابة أو نكارة أو شذوذ، أو مخالفةٌ للأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب، اللهم إلا في قوله: "فقطع منه عرقًا"، =