للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: حدَّثنا سعيدُ بنُ أبي مريم، قال: أخبرنا مالك، عن زيدِ بنِ ربَاح وعبيدِ الله بنِ سلمانَ (١) الأغَرِّ، عن أبي عبدِ الله الأغّرِّ، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه من المسَاجِدِ إلّا المسجدَ الحرام" (٢).

وقد روي عن أبي هريرة من طُرقٍ ثابتةٍ صِحَاح مُتواترة (٣)، والحمدُ لله.

وأبو عبدِ الله الأغَرُّ اسْمُه سلمانُ (٤) مولى جُهينة، من تابِعي المدينة، وأصْلُه من أصْبَهان، وهو ثِقَةٌ كبير، حُجَّةٌ فيما نَقَل، روى عنه ابنُ شهابٍ وابنُه عُبَيدُ الله. وعُبَيدُ الله (٥) أيضًا ثِقَةٌ، وحديثُه هذا صحيحٌ مجتمَعٌ على صحَّتِه، إلّا أنّهم اختلفوا في تأويلِه ومعنَاه.

فتأوَّلَه قومٌ، منهم أبو بكر عبدُ الله بنُ نافع الزُّبيريُّ صاحِبُ مالك: على أنّ الصلاةَ في مسجِدِ الرسولِ -صلى الله عليه وسلم- أفْضَلُ من الصلاةِ في المسجدِ الحرام بدُونِ ألفِ درجة، وأفضَلُ من الصلاةِ في سائرِ المساجدِ بألفِ صلاة. وقال بذلك جماعَةٌ مِن المالكيِّين. رواه بعضُهم عن مالك (٦).


(١) في د ١: "سليمان"، محرف.
(٢) أخرجه البخاري (١١٩٠) من طريق مالك، به.
(٣) منها ما أخرجه أحمد في المسند ١٢/ ١٦٣ (٧٧٣٣)، ومسلم (١٣٩٤) (٥٠٦) من طريق ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومنها ما أخرجه مسلم (١٣٩٤) من طريق أبما صالح ذكوان السَّمّان، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهو عند الترمذي (٣٩١٦) من طريق الوليد بن رباح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: وقد رُوي عن أبي هريرة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من غير وجهٍ.
(٤) تهذيب الكمال ١١/ ٢٥٦ والتعليق عليه.
(٥) تهذيب الكمال ١٩/ ٥٥ والتعليق عليه.
(٦) ينظر: المقدّمات الممهدات لأبي الوليد بن رشد ٣/ ٤٧ - ٤٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>