للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبدِ الرَّحمن بن عوفٍ، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "مَن أنفَقَ زوجَين في سبيل الله، نُودِي في الجنّة: يا عبدَ الله، هذا خيرٌ. فمَن كان من أهلِ الصلاة دُعِي من باب الصلاة، ومن كان من أهلِ الصدقةِ دُعِي من بابِ الصدقة، ومَن كان من أهلِ الصيام دُعِي من بابِ الريّان". فقال أبو بكر: بأبي أنت وأمِّي، ما على مَن دُعِي من هذه الأبواب كلِّها من ضَرورةٍ؛ فهل يُدْعَى أحدٌ من هذه الأبواب كلِّها؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكونَ منهم" (١).

حَدَّثَنَا خلفُ بنُ قاسم، قال: حَدَّثَنَا أبو الحسن عليُّ بنُ أحمدَ بن عليِّ الحَربيُّ الأنصاريُّ، قال: حَدَّثَنَا يحيى بنُ محمدِ بن صاعدٍ، قال: حَدَّثَنَا الحسينُ بنُ الحسن، قال: حَدَّثَنَا عبدُ الله بنُ المبارك (٢)، عن مالكٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن حُمَيدِ بنِ عبدِ الرَّحمن بن عوفٍ، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَن أنفَق زوجَين في سبيل الله، نُودِي إلى الجَنَّة: يا عبدَ الله، هذا خيرٌ" (٣)، وذكَر الحديثَ. وليس هو عندَ القَعْنَبيِّ لا مرسلًا ولا مسندًا (٤).

وفي هذا الحديث من الفقه والفضائل: الحَضُّ على الإنفاق في سبيلِ الخير، والحرصُ على الصوم.

وفيه: أن أعمالَ البرِّ لا تُفْتَحُ في الأغلب للإنسانِ الواحدِ في جميعها، وأن من فُتِح له في شيءٍ منها حُرِم غيرَها في الأغلب، وأنَّه قد تُفتَح في جميعِها للقليل من الناس، وأن أبا بكرٍ الصديقَ رضي الله عنه من ذلك القليل.


(١) أخرجه البخاري (١٨٩٧) عن إبراهيم بن المنذر، عن معن بن عيسى، بهذا الإسناد.
(٢) في الزهد (١٣٢٧).
(٣) أخرجه القاسم بن الفضل الثقفي في الجزء السادس من الثقفيات انتقاء أبي طاهر السِّلَفي (٣٣) من طريق أبي عبد الرَّحمن المروزي عبدان، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.
(٤) قال ابن حجر في فتح الباري ٤/ ١١٢: فلعله حدّث به خارج الموطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>