وقد ردَّ القرطبي مثل هذه الروايات المنقولة عن بعض الصحابة والتابعين، ومن بينها هذه الرواية فقال: "إن أبا بكر رُويت عنه روايتان، إحداهما موافقةٌ للمصحف فعليها العمل، والأخرى مرفوضة تجري مجرى النِّسيان منه إن كان قالها، أو الغلط من بعض من نقل الحديث" الجامع لأحكام القرآن ١٧/ ١٢. (٢) ورد ذلك عن عائشة - رضي الله عنها - وعن جماعة من الصحابة أنهم قرؤوها كذلك، والرواية عن عائشة في هذا عند مالك في الموطأ ١/ ٢٠٠ (٣٦٧) عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة، أنه قال: أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفًا، ثم قالت: إذا بلغتَ هذه الآية فآذِنِّي {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ٢٣٨]، فلمّا بلغتُها آذنتُها، فأملتْ عليّ "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا للّه قانتين"، ثم قالت: سمعتُها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والحديث عند أحمد في مسنده ٤٠/ ٥٠٥ (٢٤٤٤٨) و ٤٢/ ٢٨١ (٢٥٤٥٠)، ومسلم (٦٢٩) من طرقٍ عن مالكٍ، به. قال النَّووي: "هكذا هو في الروايات: (وصلاة العصر)، بالواو، واستدلَّ به بعض أصحابنا على أن الوسطى ليست العصر؛ لأنّ العطف يقتضي المغايرة، لكن مذهبنا أنّ القراءة الشاذّة لا يُحتجُّ بها، ولا يكون لها حُكم الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأنّ ناقلها لم ينقُلها على أنها قرآن، والقرآن لا يثبت إلّا بالتواتر بالإجماع" شرح صحيح مسلم ٥/ ١٣٠ - ١٣١. (٣) وهي من القراءات الشاذّة، ينظر مختصر الشواذّ لابن خالويه ص ١.