عبد الحميد: هو ابن واصل، وسّماه المزِّي في تهذيب الكمال ١٦/ ٤٢٨ (٣٧١٢): عبد الحميد بن دينار، وقال: "وهو ابن كرديد، وقيل: ابن واصل البصري، صاحب الزيادي"، وهو ثقة، وقد تحرَّف في المطبوع من تفسير ابن جرير إلى "عبد المجيد" بالميم والجيم، وصوابه ما أثبتنا. وأما الرواية عن عبد الله بن الزبير، فقد أخرجها الدولابي في الكنى والأسماء (١٤٣٣)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٤٦ (١٥٥١٠) من طريقين عن أدهم بن طريف السدوسّي، قال: سمعت سلمانَ أبا عبد الله، قال: صلّيت خلف ابن الزُّبير فقرأ؛ فذكراه. قال البخاري في التاريخ الكبير ٤/ ١٣٧ (٢٢٣٩): سلمان أبو عبد الله مولى ابن الزُّبير، روى عنه أدهم، منقطع. وقد ذكر النحاس هذه الروايات، وأضاف إلى ذلك رواية أخرى عن ابن الزُّبير من طريق شعبة عن إبراهيم التيميّ عن ابن الزُّبير، وقال: "قال شعبة: وكذا في قراءة عبد الله بن مسعود" ثم قال: "وهذه القراءة مخالفة للمصحف، وينبغي أن تُحمل على التفسير، لأن معنى {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} أنه يُخاطب به الكفّار، وهذه القراءة مع موافقتها للسواد أوْلى بسياق الكلام؛ لأن الله عزّ وجلّ قال: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} فهذه مخاطبة، وكذا {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} فهذا أوْلى من (فقد كذّب الكافرون فسوف يكون لزامًا) " ينظر: إعراب القرآن، له ٣/ ١١٨، ونحو هذا المعنى قال أبو حيّان في البحر المحيط ٨/ ١٣٥.