للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا ذكرهُ عبدُ الرَّزّاق (١)، عن مَعْمر، عن أيُّوبَ، قال: أذَّنَ بلالٌ مرَّةً بليل، فقال لهُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اخرُج فنادِ: إنَّ العبدَ نامَ". فخرج وهُو يقولُ:

ليت بلالًا ثَكِلتهُ أُمُّهُ ... وابتلَّ من نَضْحِ دمٍ جبينُهُ

ثُمَّ نادى: إنَّ العبدَ نامَ.

وروى زُبيدٌ الإياميُّ، عن إبراهيمَ، قال: كانوا إذا أذَّن المُؤذِّنُ بليل، اتوهُ فقالوا لهُ: اتَّقِ الله وأعِدْ أذانكَ (٢).

واحتجُّوا أيضًا بما رواهُ شَريكٌ، عن مَحِلٍّ (٣)، عن إبراهيم، قال: شَيَّعَنا عَلْقمةُ إلى مكَّة، فخرجَ بليل، فسمِعَ مُؤذِّنًا يُؤذِّنُ بليل، فقال: أمّا هذا فقد خالفَ أصحابَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، لو كان نائمًا، كان خيرًا لهُ، فإذا طلعَ الفجرُ أذَّنَ (٤). ومَحِلٌّ ليس بالقويِّ (٥).


= النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم". قال: وروى عبد العزيز بن أبي روّاد، عن نافع، أنّ مؤذنًا لعمر أذّن بليل، فأمره عمر أن يعيد الأذان، وهذا لا يصح، لأنه عن نافع، عن عمر، منقطع. ولعل حماد بن سلمة أراد هذا الحديث، والصحيح رواية عبيد الله وغير واحد عن نافع، عن ابن عمر، والزهري عن سالم عن ابن عمر، أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ بلالًا يؤذن بليل". ولو كان حديث حماد صحيحًا لم يكن لهذا الحديث معنى، إذ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ بلالًا يؤذن بليل" فإنما أمرَهُم فيما يُستقبل، فقال: "إنّ بلالًا يؤذن بليل"، ولو أنه أمره بإعادة الأذان حيث أذن قبل طلوع الفجر لم يقل: "إنّ بلالًا يؤذن بليل".
وقال: "قال علي بن المديني: حديث حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو غير محفوظ، وأخطأ فيه حماد بن سلمة". وينظر: علل الدارقطني (٢٩١١).
(١) المصنَّف (١٨٨٨).
(٢) المصنَّف (١٨٨٩) من طريق شعيب بن خالد، عن زبيد، به.
(٣) في ر ١، ض: "محمد"، وهو تحريف، وفي مصدري التخريج: "علي بن علي"، والمثبت من ش ٤، وهو: محلّ بن محرز الضبيّ الكوفي الأعور، وترجمته في تهذيب الكمال والتعليق عليه.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (٢٢٣٨)، والطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ١٤١ من طريق شريك، عن علي بن علي الكوفي. وعلي بن علي هذا ومَحِلّ، كلاهما يروي عن إبراهيم النخعي.
(٥) لعله قال ذلك لأن كلًّا من: ابن سعد والبخاري والعقيلي وابن حبان قد ذكروه في جملة الضعفاء، بل قال ابن حبان: "كان ممن يخطئ، لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك لكثرته، =

<<  <  ج: ص:  >  >>