للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن قال بهذا الحديثِ يقولُ: لا يَلْزمُ من سمِعَ المُؤذِّن أن يأتي بألفاظِهِ، إذا أَتَى بمعناهُ من التَّشهُّدِ، والإخلاصِ، والتَّوحيدِ.

ومن حُجَّةِ من ذهَبَ هذا المذهبَ أيضًا، ما حدَّثناهُ: عبدُ الله بن محمدٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بن بكرٍ التّمّارُ، قال: حدَّثنا سُليمانُ بن الأشعثِ، قال (١): حدَّثنا إبراهيمُ بن مهديٍّ، قال: حدَّثنا عليُّ بن مُسهِرٍ، عن هِشام بن عُروة، عن أبيهِ، عن عائشَةَ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سمِعَ المُؤذِّن يشهدُ، قال: "وأنا وأنا".

واختلَف الفُقهاءُ في المُصلِّي يسمعُ المُؤذِّنَ وهُو في نافِلةٍ أو فَرِيضةٍ، فقال مالكٌ: إذا أذَّن المُؤذِّنُ وأنتَ في صَلاةٍ مكتُوبةٍ، فلا تقُل مِثلَ ما يقولُ، وإذا كُنتَ في نافِلةٍ، فقُل مِثلَ ما يقولُ: التَّكبيرُ، والتَّشهُّدُ، فإنَّهُ الذي يَقعُ في نفسي أنَّهُ (٢) أُريدَ بالحديثِ. هذا (٣) رِوايةُ ابن القاسم ومذهبُهُ (٤).

وقال ابنُ وهبٍ (٥)، من رأيِهِ (٦)، يقولُ المُصلِّي مِثل ما يقولُ المُؤذِّنُ في المكتُوبةِ والنّافِلةِ.

وقال سحنُونٌ (٧): لا يقولُ ذلك في نافِلةٍ ولا مكتُوبة.


(١) في سننه (٥٢٦). ومن طريقه أخرجه البيهقي في الكبرى ١/ ٤٥٩. وأخرجه ابن حبان (١٦٨٣)، والطبراني في الدعاء (٤٣٨) من طريق هشام بن عروة، به. وانظر: المسند الجامع ١٩/ ٣٩٧ (١٦٢١٥).
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (٢٣٧٧) عن أبي معاوية ووكيع عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلًا، وذكر الدارقطني في العلل (٣٥٣٣) أن المرسل هو الصحيح.
(٢) زاد هنا في ر ١: "الذي".
(٣) في ض: "هذه".
(٤) المدونة ١/ ١٥٩، والبيان والتحصيل ١٧/ ٥٨٦.
(٥) البيان والتحصيل ١٧/ ٥٨٧، وقال: "وروى مثله أبو المصعب عن مالك، واختاره ابن حبيب".
(٦) في ر ١: "رواية"، وهو تحريف.
(٧) البيان والتحصيل ١٧/ ٥٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>